غداً سيتم الإعلان النهائي عن سعر سهم شركة أرامكو وكمية التخصيص لكل فرد، وتعمدت أن يكون هذا المقال في هذا التوقيت حتى يكون بعد انتهاء فترة الاكتتاب المتاحة للأفراد وقبل إعلان التخصيص وما يتبعه من توقعات مستقبلية لتوجه السهم عند طرحه للتداول. سواء قررت الدخول باكتتاب أرامكو أم لا، هذا المقال مخصص لك إن كنت ممن يبحث في مجموعات الواتس أب ومنشن تويتر ويردد السؤال الشهير في الفترة الماضية (نكتتب؟) كانت أرامكو فرصة لإنعاش الحماسة من جديد في تداول الأسهم خصوصاً لجيل جديد لم يدخلها أبداً أو أنه انقطع عنها منذ انخفاض السوق العام 2006 و2009م. منذ طرح نشرة الإصدار و حتى آخر يوم للاكتتاب كنت أتابع بشغف طريقة تعاطي الأشخاص مع المعلومات المطروحة عن شركة أرامكو وطرحها، خصوصاً لمن هم بعيدون عن مثل هذه الأمور تخصصاً واهتماماً. والحق يقال إن هناك الكثيرين - تطوعاً منهم في حساباتهم بالشبكات الاجتماعية - ينشرون ويبسطون المعلومات المتوفرة ويجاهدون في تكرارها بطرق مختلفة. وبعض المتلقين بوعي منه أو دون وعي، يريد تطبيق المثل الشعبي «حط بينك وبين النار مطوع» فهو يبحث عن من يوصي بشكل مباشر بالاكتتاب حتى يرتاح ضميره ويضع بينه وبين قرار الاكتتاب محللاً مالياً فإن خسر علّق أسباب الخسارة عليه. مبادئ الادخار والاستثمار وإدارة المال والمصاريف من ضروريات الحياة مهما كان تخصصك ومجال عملك. لا أحد يطالبك أن تكون خبيراً في هذه المجالات، ولكن أن تكون على قدر من المسؤولية لتحمل قراراتك الشخصية وتطوير هذه الجوانب من شخصيتك بالقدر الذي يجعلك تستوعب ما يطرح من أفكار ومحتوى من المتخصصين والمهتمين. بعضهم من «هوان ماله عنده» بعد شرح طويل ومبسّط يتكاسل حتى عن قراءته ليختصر الموضوع بسؤال «يعني نكتتب أو لا». هل رأيت أحداً يريد فتح مشروع تجاري يجلس في بيته ويطلب ممن حوله البحث له عن موقع مناسب ومعرفة أسعاره والبحث عن الموردين المناسبين ومراجعة الجهات الحكومية نيابة عنه؟ لا يقوم بذلك إلا شريك في تجارته أو موظف يستلم حق أتعابه. سهولة تداول الأسهم بضغطة زر لا تعني أن تتساهل حتى بتطوير خلفيتك المالية وتنمية مهاراتك في هذا الجانب بالقدر الذي يجعلك تستفيد من طرح الآخرين. الحديث هنا ليس عن أرامكو كشركة، فلو أردت وصفها فكأني من يصف الشمس للناس! لكن استخدامي لأرامكو (كرمز) أحدث اهتماماً في مختلف شرائح المجتمع، وجذب انتباه أناس بعيدين عن سوق الأسهم. إن فاتك اكتتاب أرامكو فالفرص لم تنته، ستطرح للتداول وغيرها الكثير، وسواء قررت الدخول في الأسهم أم الاستثمار الجريء أو غيرهما.. الطريق مازال أمامك لتطوير ذاتك، لا تعتمد على الآخرين لينمّوا ثروتك مجاناً!