منذ أكثر من سبعة عقود مضت، والقضية الفلسطينية، تقع في بؤرة اهتمام المملكة العربية السعودية، التي ترى أن الحق واضح وجلي في هذه القضية، بيد أن ظلم المجتمع الدولي والتحيز الواضح للاحتلال الإسرائيلي، هما اللذان تسببا في إطالة عمر القضية كل هذه العقود دون حل يلوح في الأفق. وفي كل المحافل المحلية والدولية، تشدد المملكة، وتؤكد للجميع أن القضية الفلسطينية، ستبقى حية في ضمير قادتها وشعبها، لن تموت أبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الشرعية غير منقوصة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية. ولعل هذا ما أكدت عليه المملكة صراحة في مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر كلمة ألقاها بالأمس بمقر الأممالمتحدة في فيينا، الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا والمندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في فيينا. وينطلق الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية، من ثوابت المملكة، التي أخذت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، عهداً بدعم جميع القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهذا ما التزم به قادة البلاد، ملكاً بعد آخر. ومن يتابع مراحل القضية الفلسطينية، يدرك أن المملكة لم تدخر جهداً في تقديم سُبُلِ الدعم كافة للشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة، وتُعد المملكة اليوم أكبر الدول المانحة لوكالة الأونروا لدعم برامجها وتوفير المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - على الوقوف مع كل ما من شأنه خدمة القضية الفلسطينية. وقد بلغ تعاطف المملكة مع معاناة الشعب الفلسطيني، ذروته في الكثير من المواقف، فالمملكة ظلت تناصر الفلسطينيين، للتخلص من الاحتلال الجائر، والسياسات القمعية والتعسفية والعنصرية، فضلاً عن التوغل الاستيطاني غيرِ الشرعي، وهذا يفسر رفض قادة البلاد، لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس المحتلة، ومحاولة تهويدها، بما في ذلك إمعان السلطات الإسرائيلية في ممارساتها الاستيطانية، ولم تمنع العلاقات القوية والطيبة التي تربط المملكة بالولايات المتحدة الأميركية، من توجيه الانتقادات لواشنطن، عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتكرر المشهد ذاته قبل أيام، عندما رفضت المملكة موقف الحكومة الأميركية تجاه المستوطنات الإسرائيلية، ومثل هذه المواقف وغيرها، تؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى خالدة لدى المملكة قيادة وشعباً، ولن تموت مهما طال الزمان.