حل فيلم "الآيرلندي The Irishman" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، ضيفاً على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليكون فيلم افتتاح دورته الواحدة والأربعين، في محطته الأخيرة، بالغالب، قبل أن تبدأ "نيتفلكس" عرضه عبر منصتها في 27 نوفمبر المقبل. الفيلم الذي انطلقت عروضه ضمن مهرجانات السينما، ابتداء من مهرجان نيويورك السينمائي في سبتمبر الفائت، مروراً بحفل ختام مهرجان لندن السينمائي ومهرجان "لوميير" الفرنسي، وصولاً إلى "القاهرة السينمائي"، يبشر بسيناريو مشابه لما فعله فيلم "نيتفلكس" (روما) العام الماضي، وذلك عبر حضور، سيكون، وفق كل التوقعات، رفيعاً واستثنائياً لعملاق البث الأميركي في العام 2020، بقيادة نجومه الثلاثة الحاصلين على الأوسكار، روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيشي. وبالغالب سيستحوذ فيلم "الآيرلندي" على جوائز أكثر من تلك التي حققها فيلم "نتيفلكس" (روما) للمخرج ألفونسو كوارون في العام 2019 والتي بلغ عددها نحو 24 جائزة سينمائية كبرى كان آخرها 3 جوائز أوسكار، ليس فقط لأن الفيلم سيدخل الساحة بثقل تاريخ صانعيه؛ مخرجه مارتن سكورسيزي وشريكه في واحدة من أشهر الثنائيات في تاريخ السينما الممثل الأميركي روبرت دي نيرو العالمية والتي قدمت من قبل ثمانية أفلام تعد من كلاسيكيات السينما العالمية، بالإضافة إلى شريكهما في فيلمي "ريجينغ بول" و "كازينو" الشرير الأوسكاري،"جو بيشي"، فضلاً عن النجم الأيقونة آل باتشينو صاحب الحضور الجماهيري الآسر. نجوم الفيلم ومخرجه ليس ثقل "الآيرلندي" الوحيد، فسيناريو الفيلم المقتبس عن كتاب "سمعت أنك ترسم بيوتًا" للكاتب "تشارلز برانت" كتبه الأميركي "ستيف زايليان" صاحب أوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم "قائمة شندلر" الذي نال عنه في العام ذاته ثلاث جوائز أخرى، وبذلك يجمع الأيرلندي خمسة من حاملي الأوسكار ومن أبرز اللاعبين في تاريخ السينما. الفيلم الذي كلف إنتاجه أكثر من 175 مليون دولار، (قالت مصادر أخرى أنها 200 مليون) خصص الجزء الأكبر من ميزانيته لاستخدام تقنية "CGI" في تصغير وجوه الممثلين لتتلاءم مع المراحل العمرية المختلفة لشخصيات الفيلم الرئيسية، والتي ستمتد على مدار نحو أربعين عاماً من عمر هذه الشخصيات.. وبذلك سيكون "الآيرلندي" فرصة لاستعادة شباب أيقونات السينما العالمية في فيلم جديد ومعاصر يعرض الآن. النقاد الذين شاهدوا الفيلم أشادوا به، ومنحوه إعجابهم بنسبة 100 % على موقع " Rotten Tomatoes "... حسناً هل يكفي مايقوله النقاد لنستبشر بمستوى الفيلم؟ لعلي من النقاد القلائل الذين أثق برأي الناس بالأفلام أكثر مما أثق بما يقوله زملائي النقاد حولها، فجميعنا لنا حسابات في تقييم الأفلام، ولكنني أثق بإرث الصناعة وعراقتها التي تتجسد في صانعي فيلم "الآيرلندي".. مهلاً أعرف أن التعويل على إرث النجوم حمل لنا، أحياناً، الخيبة، ولكنني أعتقد أن نجوم الفيلم ومخرجه، هذه المرة، في حالة تحد حقيقية، تفرض عليهم معادلة "الخطأ ممنوع"، فهم أحوج منا لنجاح الفيلم، ولاسيما مخرجه سكورسيزي.سيتم عرض "الإيرلندي" في صالات السينما في 1 نوفمبر في الولاياتالمتحدة و8 نوفمبر في المملكة المتحدة، قبل أن يتاح على "نيتفلكس" في 27 نوفمبر، ولكننا مع "الآيرلندي" لن نكون أمام جماهيرية تقاس بإيرادات الشباك. صحيح أن "نيتفلكس" بدأت مؤخراً بالإفراج عن عدد مشاهدي أعمالها، وربما هي تفعلها ولكن ذلك سيكون بالغالب في ختام واحدة من جولات صراعها على الجمهور مع منافسها الأضخم "ديزني بلس"، أما نحن فننظر محطتي عرض الفيلم الأساسيتين في منطقة الشرق الأوسط، ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قبل أن يدق جرس التنبيه في أجهزتنا المحمولة لتخبرنا "نتيفلكس" أن فيلمها "الآيرلندي" بات متوافراً على منصتها. ترصد أحداث "الآيرلندي" صعود عصابات الجريمة المنظمة في الولاياتالمتحدة خلال الفترة التالية للحرب العالمية الثانية، وهي الحكاية التي تمتد لعدة أجيال تتعرض لأحد أكثر الجرائم غموضاً في التاريخ الأميركي المعاصر، وهي اختفاء الزعيم النقابي الأسطوري جيمي هوفا مع تعمق في العوالم الخفية للجريمة المنظمة، ومنافساتها الداخلية وعلاقات كبارها برجال السلطة والسياسة.