شارك الفيلم السعودى «سيدة البحر» في مسابقة «آفاق السينما العربية»، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي فى دورته ال41 المنعقدة خلال الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر الجاري، وقبل مشاهدة الفيلم في عرضه الأول بالشرق الأوسط المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حرص المنتج والسيناريست محمد حفظي، رئيس المهرجان، على تقديم أبطال العمل للجمهور والحديث عن تجربتهم، مؤكداً أن «سيدة البحر» يعد أهم فيلم للسينما العربية في العام. الفيلم من تأليف وإخراج شهد أمين، وبطولة كل من: يعقوب الفرحان، بسيمة الحجّار، فاطمة الطائي، أشرف برهوم، هيفاء الأغا، حفصة فيصل، عبدالعزيز شتيان، وهو إنتاج سعودي - إماراتي - عراقي، وتم تصويره في عُمان، وسبق أن شارك في عديد من المهرجانات، وفاز بجائزة نادي فيرونا السينمائي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في أسبوع النقاد، وكذلك فاز بجائزة التانيت البروزني في مهرجان أيام قرطاج السينمائية 2019، و3 جوائز في مهرجان الرباط لسينما المؤلف 2019. تدور قصة الفيلم في أجواء من الديستوبيا، وداخل قرية متعصبة؛ حيث تعيش الفتاة الصغيرة «حياة» تحتضن مصيرها عندما تقف وحدها ضد أسرتها، وتقلب تقليد القرية المتمثل في التضحية بالأطفال الإناث وتقديمهن كقرابين إلى المخلوقات الغامضة التي تعيش في مياه البحر. وبعد أن ينقذها والدها من التضحية بها للمخلوقات الغامضة، تصبح الطفلة «حياة» في أعين أهل القرية منبوذة طوال حياتها، ولكنها لم تذعن لمصيرها وتحاول بإصرار - على عكس فتيات القرية الأخريات - أن تنقذ نفسها من الاستسلام للتقاليد المظلمة وتنضم إلى الصيادين في البحر. تذهب حياة إلى والدها بآمالها المحطمة بعد اكتشافها أن أخاها ذكرا ولكنه يُبعدها. وبعد اختفائها الغامض تحت الماء ورجوعها حية، تُظهر لأفراد قريتها أنها ذات قيمة لهم وتنقذهم من الجوع والفقر. ومن جانبه، قالت المخرجة شهد أمين إن فكرة فيلم «سيدة البحر» جاءت من مكان طبيعي ساحر لم تفسده صنائع الإنسان، وهو صورة تعكس تجربتها الشخصية خلال مختلف مراحل نشأتها، والأهم من ذلك كله أنه ثمرة لنتاج رؤيتها وهويتها كامرأة، فمنذ أن كانت ابنة الثمانية أعوام، بدأت تلمس الاختلافات التي لم تفصل بين الرجل والمرأة، وبالطبع تأتي المرأة في درجة أقل «لقد ترعرعت وأنا مستاءة لكوني فتاة، بل بدأت التخلي عن كل ما يمثّل المرأة بشكل عام». وأضافت أمين: «لكن في تلك اللحظة حينما وقعت بين يدي قصّة أول أسطورة حورية بحرية أتراغاتيس، التي كانت تُعد رمزاً للخصوبة والحياة في البحار والمحيطات، ارتأيت أنها قد تكون مصدراً ملهماً للمرأة الحرّة الأبية التي تحدد مصيرها بيدها وترسم طريقها بنفسها وتقرر رفض التقاليد حتى إن كان ذلك سيعود عليها بعواقب وخيمة، وعندما بدأت التأليف والكتابة حول هذا العالم الساحر المغمور بالمياه، كنت في الحقيقة أجهل الكثير من الأشياء والحقائق، وكنت أقبل الجوانب الأنثوية والذكورية في شخصيتي دون انتقاد، وحينما قررت أخيراً أن أتابع حياتي وبطبيعتي وفقاً لشخصيتي، أدركت بكل سهولة الأفكار المظلمة والخطأ الذي كنا نقنع به أنفسنا أنه من الصائب، ويرمز هذا العالم القاسي والموحش إلى المرأة المكبوتة، باعتبارها موضوعاً يحظى باهتمام العالم. وقالت مخرجة الفيلم إن القصة تعكس وضع المرأة على مستوى العالم، ولذلك لم يحدد الفيلم الزمن أو المكان أو الهوية، حيث ننقل القصة العصرية بطابع قديم، وأن تطغى اللغة البصرية في الحوار.