في البداية علينا أن نعرف أن انضمام المملكة العربية السعودية واختيارها لتكون عضواً في دول مجموعة العشرين، ليس لأجل المصالح السياسية أو أي اعتبارات أخرى بيد أن اختيار الدول يأتي وفق معايير تطابق الأهمية والقوة في التأثير على الاقتصاد العالمي، وكما هو معروف بأن العالم لا يجامل في الاقتصاد وسبق أن ذكرت هذا في تغريدة لي في مايو الماضي خلال اجتماع المجموعة في القمة السابقة التي عقدت بمدينة أوساكا اليابانية. حينما نقول: إن السعودية اليوم هي دولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي فنحن لا نبالغ، وهذا ليس لأن لديها أكبر احتياطيات النفط، أو من أبرز مصدري الطاقة للعالم، والدولة المؤسسة لمنظمة أوبك فحسب، بل حتى من خلال خططها واستراتيجيتها الاقتصادية التي تستفيد منها الدول الكبرى، فمن المعروف أن مجموعة العشريين تأسست بسبب الأزمات المالية التي مرت بها عدد من الدول العالمية، والتي سلمت السعودية منها ولله الحمد، بتوفيق الله ثم بالقيادة الحكيمة التي دائماً تثبت للعالم أجمع مدى كفاءتها في إدارة العديد من الملفات وخصوصاً الاقتصادي منها، وكما أسلفت فإن الهدف من هذه المجموعة هو الجمع المنظم للدول الصناعية المهمة، والمتقدمة في عدة مجالات كالطاقة والزراعة وغيرها، وبالتالي يحقق هذا التجمع التقارب بين أفكار هذه الدول البارزة اقتصادياً بحيث يتم بحث سبل الاستقرار في القضايا الأساسية للاقتصاد العالمي. بلا شك العضوية السعودية لها الأثر الإيجابي، ليس عليها فحسب، بل على دول المنطقة وخصوصاً العربية، لأن هذه المجموعة دائماً ما تركز على عدة أمور موازية للاقتصاد وتساهم في الاستقرار، وأبرز هذه الأمور هو الشأن السياسي، والتي تسعى المملكة إلى طرح بعض القضايا المتعلقة باستقرار المنطقة سياسياً، وهذا الأثر سيتنامى حينما تكون الاستضافة في الرياض، عاصمة القرار العربي وعاصمة الدولة الأهم بين دول العالم الإسلامي وذات الموقع الجغرافي الإستراتيجي في الشرق الأوسط، ولا ننسى مستوى التأثير الإيجابي الذي برز به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظهما الله-، وخصوصاً في العامين الماضيين من خلال الإصلاحات الاقتصادية بالرؤية الطموحة والمحققة لكل التطلعات، وكما نلاحظ أيضاً أن المملكة عملت على شراكات استثمارية مع العديد من الدول في إطار المصالح المشتركة، بالإضافة إلى الدول التي تحتاج للدعم لأجل استقرار اقتصادها، وهذا ما تم بالفعل خلال تأسيس المجالس التنسيقية بين هذه الدول في متابعة هذه الأعمال والاستثمارات المشتركة، وأخيراً نحن سعداء بتسلم سمو وزير الخارجية رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في 2020 التي ستستضيفها الرياض، وبانتظار مخرجاتها الإيجابية بإذن الله.