أصابت الطائرات الإسرائيلية عشرات الأهداف التابعة للقوات الإيرانية في دمشق مساء الثلاثاء، حيث سمع سكان دمشق أصوات عدة انفجارات هائلة. وتحاول إسرائيل إحباط ما تسميه سعي إيران لامتلاك وجود عسكري متجذر على الأراضي السورية، حيث قالت وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلية: "الضربات الموجهة الثلاثاء استهدفت قوات فيلق القدس وقوات مسلحة سورية رداً على صواريخ أطلقتها القوات الإيرانية على إسرائيل". بينما أكد صحافيون متواجدون بسورية، أن هجوم الثلاثاء كان واحدا من أوسع الهجمات التي شنتها إسرائيل داخل الأراضي السورية مؤخراً، وبحسب المحلل الأمني والاستراتيجي الأميركي راين بوهل ل"الرياض: فإن إسرائيل أرسلت إشارة إلى إيران من خلال الهجمات الأخيرة بأن قواعد اللعبة تتغير وأن سورية لم تعد بيئة آمنة لإيران ووجودها العسكري، وأن أي تحرك إيراني بالقرب من الحدود الإسرائيلية حتى لو كان نطاقه ضيقاً سيقابل باستجابة مكثفة ومؤذية لإيران. وكانت دمشق د أعلنت أن الطيران الإسرائيلي استهدف مناطق حيوية وسط دمشق منها الكسوة، وسعسع، مطار مزة العسكري، وقدسيا، وجديدة عرطوز وصحنايا. من ناحيته قال ديفيد بولوك، كبير الخبراء في معهد واشنطن ل"الرياض" على هامش ندوة في العاصمة الأميركية حول النفوذ الإيراني في المنطقة: "الخطر الإيراني يهدد في المقام الأول حلفاء الولاياتالمتحدة ولذلك تسعى واشنطن باستمرار لرسم سياسات تعزل النظام الإيراني وتشجع على استهدافه، حيث أمضت إيران السنوات الأخيرة في استغلال الفوضى في المنطقة وضعف النظام السوري لترسيخ قواتها كجزء من حربها الكبرى على دول الشرق الأوسط". وبينما يزداد استهداف إيران في الجنوب السوري، تستمر الولاياتالمتحدة في شرق البلاد وتحديداً في مناطق تواجد النفط السوري بالقرب من مدينة دير الزور باتباع استراتيجية معادية لإيران تستهدف عدم السماح لها بالانتشار شرقاً بينما تبعدها إسرائيل عن الحدود الجنوبية، كما تمنع الاستراتيجية الأميركية في سورية إيران من تحقيق أبرز أهدافها في الاستفادة من موارد النفط السوري، وفتح طريق بري من إيران إلى لبنان عبر سورية والعراق. وقبل أيام قليلة من الاستهداف الإسرائيلي لإيران في دمشق كانت الشبكات المحلية السورية قد تحدثت عن وقوع انفجارات، يوم الجمعة الماضية، في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي ضمن منطقة الشامية (غرب نهر الفرات). وترجّح الشبكات السورية أن الاستهداف للميليشيات الإيرانية كانت قد نفذته طائرات تابعة للتحالف الدولي على مواقع تابعة لحزب الله وميليشيات إيران شرق سورية، بالقرب من ريف مدينة البوكمال. وتستهدف الطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي أي انتشار إيراني يقترب من منطقة البوكمال السورية التي تعتبر نقطة استراتيجية في الطريق البري الذي تسعى إيران لإنشائه وربط مناطق سيطرتها من خلاله.