فاد شهود عيان الخميس بمقتل متظاهرين اثنين وإصابة نحو 40 آخرين عندما أطلقت القوات الأمنية الرصاص والغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين قرب جسر الأحرار وسط بغداد. وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الأمنية فتحت الرصاص والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين المتحصنين بالكتل الإسمنتية قرب جسر الأحرار، ما تسبب بمقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة نحو 40 بحالات الاختناق. وكان 19 متظاهراً ورجل أمن أصيبوا في مصادمات بين المتظاهرين والقوات الأمنية جرت في أزقة وشوارع المحافظة على خلفية اقتحام مجموعة من الملثمين ساحة الاعتصام لحرق الخيام ما دفع المحتجين إلى الاشتباك معهم وتفريق الملثمين. وشهدت ساحات التظاهر صباح الخميس إجراءات أمنية مشددة وتأهباً للقوات الأمنية. من جانب آخر، تمكن متظاهرون من السيطرة على الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر في محافظة البصرة وأحكموا السيطرة عليها لمنع وصول الشاحنات فيما انتشر آخرون في الطرق المؤدية إلى حقلي مجنون والرميلة النفطيين. كما تواصلت التظاهرات والاعتصامات والإضراب عن الدوام في بغداد وتسع محافظات جنوبي البلاد للمطالبة بإصلاح العملية السياسية. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن حركة التظاهرات والاعتصامات والإضراب عن الدوام في المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات الحكومية مازالت متواصلة ولم تنقطع بمشاركة مختلف القطاعات في مناطق متفرقة من ساحات التظاهر. وأوضح الشهود أن عمليات نصب الخيام والسرادقات متواصلة في ساحة التحرير والخلاني ببغدادومحافظاتالبصرة وميسان والناصرية وواسط والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وبابل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتظاهرين التي تفد إلى ساحات التظاهر رغم قساوة الظروف الجوية ودخول موسم الشتاء. وذكر الشهود أن التظاهرات والاعتصامات ستتواصل حتى تستجيب الحكومة لمطالب المتظاهرين خاصة وأن الحكومة تورطت في قتل وإصابة آلاف المتظاهرين وبالتالي عليها الاستقالة ومحاكمتها على هذه الجرائم. ولاتزال المدارس والجامعات والمعاهد وعدد من المؤسسات والمحال التجارية تغلق أبوابها خاصة في المحافظات الجنوبية، فيما شلت الحركة في عدد كبير من الشوارع جراء قطع عدد من الجسور في بغدادوالمحافظات لمنع توسع رقعة التظاهرات ما ولد حالة من الاختناقات المرورية. ويواصل متظاهرون غاضبون قطع الطرق المؤدية إلى عدد من الحقول النفطية ومصافي التكرير والموانئ التجارية في أم قصر فضلاً عن إغلاق منفذ سفوان بين العراق والكويت. ودخلت الحكومة العراقية منذ الاثنين الماضي في مهلة ال45 يوماً لإجراء إصلاحات حقيقية فرضتها الكتل السياسية على رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي استجابة لمطالب المتظاهرين من أبرزها إجراء تعديل وزاري في الحكومة الحالية والتحقيق في ملابسات العنف والقتل الذي رافق المظاهرات ومناقشة عشرات القوانين أبرزها قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات والتقاعد وإلغاء امتيازات الرئاسات الثلاث. ولاتزال تتواصل عمليات اختفاء الناشطين بالتظاهرات في بغدادوالمحافظات الأخرى.