ظل "خفس" طبيعي على أرض هضبة وسط المملكة، آلاف السنين ينبع بالماء من باطنها ليروي المزارع ويسقي عابري الطريق، ليكون أقدم موقع ينبع منه الماء في الجزيرة العربية. خفس "دغرة" الذي نسب للقرية الواقع فيها وهي تابعة لمحافظة الدلم، وتحيط بها معالم أثرية وتاريخية، وتعتبر من المدن القديمة الموغلة في القدم لآلاف السنين من العصر الحجري الحديث، وتبعد عن العاصمة الرياض 120 كم تقريبًا باتجاه الجنوب. وعين خفس دغرة هي عين ماء ضخمة نتجت عن خفس طبيعي في الأرض، حيث تقع في هضبة جبل الدلم، وكانت هذه العين فيما مضى غنية بالمياه وموردًا مهمًّا للمستوطنين في المنطقة والعابرين بجوارها، وقد وضع عليها مضخات آلية لاستخراج الماء منها، بهدف ري الأراضي الزراعية في مشروع خفس دغرة الزراعي العام 1358ه، والذي كان من ضمن مرفقات هذا المشروع مستودعات لقطع الغيار ومساكن مخصصة للمسؤولين عن المشروع، وإسطبلات للخيول الخاصة بالملك عبدالعزيز، فكان لهذه العين دور كبير في نمو وازدهار الزراعة بالمنطقة، لكنها جفّت وأصبحت متنزهًا ومعلمًا يقصده أهل الدلم وزوارها في فصل الربيع ومواسم الأمطار. وخفس دغرة توجد بها معالم تاريخية وأثرية، وهي عبارة عن مقابر منحوتة تحت الأرض، تقع جنوب عين الضلع، مما يوحي بأنها مستوطنة قديمة، وهناك مستوطنة قديمة أخرى تقع شمال خفس دغرة في جنوبالدلم بنحو 15 كم بين خفس دغرة وبلدة زميقة من ناحية الشرق، تم العثور في المنطقة على كسر من الفخار عليها كتابات ورسومات ونقوش يعتقد بأنها تعود إلى العصر البيزنطي، كما تم العثور على قطع فخارية أخرى تعود إلى العصر الإسلامي، بالإضافة إلى سور وبرج الدلم اللذين انهارا بفعل السيول العام 1211 هجرية، كما توجد بها أعداد كبيرة من الآبار القديمة، والتي تنم عن حضارات قديمة استوطنت وتعاقبت على المنطقة.