استعرض لقاء نظمته غرفة الرياض ممثلة في لجنة الأوقاف وسط حضور كبير من المهتمين بقطاع الوقف، للتعرف على بعض التجارب المميزة للأوقاف والمؤسسات المانحة في بريطانيا، وكذلك التعريف بأفضل الممارسات والمشروعات التي تقدم في مجال الوقف، وأهداف المؤسسات والجمعيات وطرق وآليات إدارة المشروعات الاستثمارية ومعايير تقديم المنح والضوابط المتبعة في هذا الجانب. وتحدث في اللقاء كل من المهندس موسى الموسى عضو لجنة الأوقاف بغرفة الشرقية والأستاذ أيمن أبانمي عضو لجنة الأوقاف بغرفة الرياض، حيث قدما عدد من المشاهدات والتجارب التي وقفوا عليها في إدارة الوقف من خلال زيارتهما المتكررة ولقاءاتهم مع المؤسسات العاملة في قطاع الوقف والمنتج الخيري في بريطانيا. واستهل الحديث مهندس الموسى حيث أشار إلى عمق تجربة الأوقاف البريطانية التي تمتد إلى نحو ألف سنة حيث إنها تتميز بالعراقة والتنظيم المحكم في الجوانب الإدارية والقانونية مشيرا إلى وجود نحو "170" ألف مؤسسة خيرية تنشط في قطاع الأوقاف في الجامعات، كما قدم تعريفا لعدد من المؤسسات العاملة بالقطاع وما تقوم بتنفيذه من مشروعات وطرق وآلية عملها، منوها بعملية الإشراف والبناء المؤسسي للأوقاف البريطانية والذي تشرف عليه هيئة العمل الخيري مؤكدا أن تنظيم العمل الخيري يستهدف تحقيق عدة أهداف منها تعزيز الثقة في المنظمات الخيرية، وقال إن هناك عددا من المعاهد المتخصصة لتأهيل الكوادر في مجال العمل الخيري، كما قدم ملامح لعدد من مشروعات الأوقاف التنموية التي تنفذها المؤسسات والجامعات. كما سلط أ. أيمن أبانمي عضو لجنة الأوقاف على الجانب المالي والاستثماري للأوقاف وبيّن أن من نجاح الاستثمار استقطاب المتخصصين والمحترفين وهو ما قفز بأوقاف ويلكم ترست من 14 مليارا إلى 25 مليار باوند في غضون 4 سنوات. كما أوضح أن غالب المؤسسات الوقفية في بريطانيا تخصص للمنح للجهات الخيرية نسبة من إجمالي قيمة الأصول وليس من الإيراد، وعادة النسبة من 4 % - 5 % مما يجعل هناك مستهدفات ورقابة على أداء الاستثمار ونموه وكفاءته، ويوجه الأوقاف لغاياتها وهي المنح. كما استعرض بعض تجارب كبرى الأوقاف العالمية في المحفظة الوقفية وتنوعها بين استثمارات التحوط منخفضة المخاطر وأخرى متوسطة المخاطر ونسب أقل كذلك في الاستثمار في الابتكار وصناديق الاستثمار الجريء كما استعرض بعض المعايير التي تتبعها المؤسسات في تقديم المنح مؤكدا أنه من أبرز المجالات ويتميز بأنه متقدم وله آليات محددة مثل قياس الأهداف وتعميم النتائج وإخضاع المشروع للتحكيم خاصة المشروعات البحثية والاهتمام بمؤشرات الأداء، مضيفا أن عدد المؤسسات الخيرية المانحة يصل إلى "12" ألف مؤسسة مانحة وقفية مسجلة في بريطانيا وبين بعضها روابط واتحادات كما يوجد بنك خيري خاص بالأوقاف أسسته "CAF" يقدم خدمات بنكية متكاملة خاصة بالأوقاف والجمعيات الخيرية.