في وقت يتوهم أتباع النظام الإيراني التوسعي في اليمن قدرتهم على استنساخ تجربة الثورة الخمينية وخرافة ولاية الفقيه، انتفض الشعب الإيراني في وجه نظام الملالي وهتف ضد سياسته التوسعية وأحرق المتظاهرون في شوارع المدن الإيرانية وأحرقوا صور المرشد الإيراني الخامنئي وهم يرددون: الموت للدكتاتور" كما رفعوا شعارات تندد بإهداره للأموال في دعم أذرعه التخريبية في المنطقة العربية. وفيما انتقلت شرارة الانتفاضة الشعبية الإيرانية إلى قلب إيران وسط تزايد الرفض للمشروع الإيراني التوسعي في أوساط الشعوب العربية التي أكتوت بنيرانه، يؤكد اليمنيون في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً أن الشعب اليمني لن يقبل بالمشروع الإيراني وأن اندلاع الانتفاضة الشعبية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا مسألة وقت. وقال مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر إن "مرتزقة إيران في اليمن يتطلعون إلى نسخ تجربة ولاية الفقيه بشكل أو بآخر في حين يحرق الإيرانيون صورة الولي الفقيه علي خامنئي"، وأشار إلى أن أصنام إيران ورموز الكهنوت الديني تتساقط في العراق ولبنان وفي إيران نفسها، وستسقط في اليمن مهد العرب الأول. معاناة مشتركة أما الصحفي اليمني سام الغبار فلفت إلى واحدية المعاناة قائلاً: "يواجه الشعب الإيراني ما نواجهه كيمنيين، تلك العائلات المزعومة قداستها ممن ينتسبون زورًا إلى خرافة الآل، سعى خميني ومن وراءه خامنئي وراء نسبهم الزائف وترك الإيرانيين يتخطفهم الموت والجوع بضلال كهنتهم. ها هو يحترق كما ستحترق وتُمزق كل أذرعته بإذن الله فلا كسرى بعد كسرى". ويشير ناشطون يمنيون إلى أن صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الانقلابية مرشحة أكثر من أي وقت مضى للانتفاضة الشعبية في وجه عملاء إيران، خصوصاً في ظل إصرارهم على إهدار كل فرص السلام المدعومة دولياً، واستمرارهم في تجريف الهوية اليمنية ومحاولات إحلال الأفكار الخمينية، إضافة إلى تزايد اعتمادهم على سياسة التجويع عبر تسخير موارد الدولة للحرب الانقلابية وحرمان اليمنيين من مرتباتهم ورفع أسعار المشتقات النفطية ونشر الأسواق السوداء وإيغالهم في الفساد "وسرقة الطعام من أفواه الجياع" بحسب بيان برنامج الغذاء العالمي. مصدر الدعم في أزمة قال الناشط اليمني محمد عمر ل "الرياض" إن الحوثيين ظلوا طيلة سنوات انقلابهم الأسود منذ العام 2014 يعتمدون على المشتقات النفطية التي كانت تزودهم بها إيران عن طريق شركات وهمية بحسب تقارير فريق الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى الأموال الإيرانية التي كانت تصلهم شهرياً بحدود 30 مليون دولار بحسب تأكيدات الحكومة الشرعية اليمنية، فضلاً عن دعمها لهم بالأسلحة وغيرها من أشكال الدعم. وأردف عمر أن الخناق يضيق على الحوثيين أكثر كلما اشتد خناق العقوبات الأميركية على إيران التي حاولت التخلص من حبل العقوبات الملتف حول عنقها من خلال دفع أذرعها المسلحة في المنطقة للتصعيد واستهداف أمن المنطقة والإيعاز لوكلائها الحوثيين بالإعلان عن تبني عمليات إرهابية استهدفت حقول نفط أرامكو. الحوثي سيلحق في سياق التفاعل مع انتفاضة الشعوب العربية والإيرانية ضد نظام الملالي وأذرعه المسلحة، قال محافظ محافظة المحويت اليمنية صالح سميع: يعلم كل متابع للأحوال في العراق ولبنان وإيران أن الوقع الثقيل للاقتصاد ليس سوى القشة التي قصمت ظهر البعير وأن الثقب الأسود في هذه البلدان يكمن في نظام ولاية الفقيه المهيمن عليها وما بني عليه من الوهم والخرافة وفساد البنيان ولا حل غير زوال الثقب الأسود من جذوره"، مؤكداً في سلسة تغريدات على حسابه بتوتير إن الحوثي سيلحق بأذرع ولاية الفقيه في العراق ولبنان. من جهته قال علي الجرادي رئيس دائرة الإعلام الإصلاحي اليمني إن نظام الملالي في طهران ينفق ثروات الشعب الإيراني على بناء أذرع طائفية مسلحة تعبث بالوطن العربي، بينما يعيش الشعب في حالة بائسة اقتصادياً" وأردف "أن الوهم الاستعماري سيطيح بالعمائم السوداء والشعوب ستلقي بالطائفية وسدنتها إلى المزبلة"، مؤكداً أن الدول الاستعمارية فشلت في تحمل كلفة الأذرع المسلحة على حساب شعوبها. لا نجاة للحوثي وأكد محللون يمنيون أن كل المعطيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية ليست في صالح الأذرع الإيرانية وفي مقدمتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، مشيرين إلى أن ذلك يفرض عليها البحث عن خيارات للنجاة بنفسها، وليس أمهامها سوى إنهاء انقلابها والالتزام بمرجعيات السلام وعلى رأسها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني، وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، كما يفرض عليها التخلي عن السلاح وتفكيك منظومتها العسكرية الموازية تحت إشراف ورقابة الدولة اليمنية والتحالف العربي والأمم المتحدة والتسليم بحق احتكار الدولة اليمنية للسلاح والاحتكام للنظام والقانون. تجاهل جهود السلام على العكس من ذلك، لفت الناشط السياسي اليمني محمد الحميري إلى أن عبدالملك الحوثي أثبت خلال خطابه الأخير قبل أيام استعداده لإحراق جماعته في سبيل النظام الإيراني المعرض للانهيار الوشيك، مشيراً إلى أن زعيم الانقلابيين الحوثيين تجاهل الإشارة إلى المساعي الدولية الرامية إلى إحلال السلام وإنهاء الانقلاب وتداعياته الإنسانية واستعادة الدولة، مؤكداً أنه ماض على خطى حسن نصر الله، ونظرائه في العراق وخامنئي في إيران بالمراهنة على مواجهة الاحتجاجات الشعبية واتهام المحتدين بالعمالة ووصف مطالباتهم المشروعة والمناوئة للطائفية الإيرانية ب"المؤامرة الأميركية والصهيونية".