كانت فرحة عامة الناس عارمة عندما تلقوا خبر موافقة المقام السامي على تنظيم المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي يوم الثلاثاء الموافق 1441/3/8ه ولم يكن ذلك مستغرباً لأن التعليم هو حق للجميع ويمس روح العائلة سواء معلماً أو طالباً داخل الأسرة والمجتمع. لكن الأهم من ذلك تحويل المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي إلى المعهد الوطني الذي يعد نقلة نوعية في منهجية التطوير المهني التعليمي للمنظومة التربوية التعليمية لما له من الأثر في إثراء مجتمعات التعلّم المهنية ومنظومتها بالمدرسة لسدّ احتياجات جميع المعلمين والقيادات التربوية في نواحي مختلفة تتضمن التدريب والإعداد والتأهيل والتطوير المستدام الفاعل. وسوف يمكن المعلم في تطوير نفسه كونه شريكاً فاعلاً في تطوير العملية التربوية، من خلال توظيف أفضل الممارسات والوسائل والطرق التعليمية ذات المعايير العالمية لتحقيق جودة التعليم والتعلم. وهو بالتالي سيسهم في تمكين العاملين بالميدان من أدوات التطوير المهني التعليمي وإدارة العملية التعليمية وفق مستويات عالية الجودة، وبما يحقق أهداف التطوير المهني التعليمي المنشودة. وكان توجه الوزارة منذ فترة في التركيز على تطوير مهارات المتدربين واتجاهاتهم باستخدام طرق التعلّم الفاعلة والحديثة من خلال المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي. ويعد تحويل المركز إلى المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي خطوة انتهجتها وزارة التعليم ضمن خطتها التطويرية الشاملة للتعليم، مشيراً إلى أن تطوير مهارات المعلم بصفة مستمرة وبما يتماشى مع المستجدات التعليمية، وتكييفه مع واقع التعليم المعاصر بأدواته وعناصره وممارساته الحديثة، أمر يشكل دفعة مهنية قوية للهيئات التدريسية بما ينعكس في المحصلة النهائية على أدائهم الوظيفي. المعهد كما يبدو لي من خلال تنظيماته المعلنة سوف يقوم بمتابعة وتقييم التدريب قبل التنفيذ وخلاله وبعد انتهائه، بغية التأكد من الفاعلية وقياس الأثر بالإضافه إلى عقد الشراكات العالمية والمحلية للوصول إلى الجودة المنشودة لتحقيق متطلبات رؤية المملكة 2030، وتجويد عمليات التطوير المهني التعليمي ورصد أفضل الممارسات الميدانية في تمهين واحترافية التدريس وأقامة المنتديات والملتقيات والمؤتمرات المحلية والدولية المتخصصة في التطوير المهني التعليمي وبناء منظومة التطوير المهني التعليمي وبناء معايير مصفوفة حقول التطوير المهني التعليمي المتنوعة. لا يمكن أن نغفي دور القيادات في المملكة في تذليل العقبات لتطوير التعليم وتحسين نواتجه ودور وزارة التعليم في تسخير جميع جهودها لتعزيز وتطوير أفضل الممارسات الاحترافية في المنظومة التربوية التعليمية..