نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله أمس الاثنين إن بلاده رحلت متشددا أميركيا وسترحل قريبا سبعة ألمان بعد أن ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أنقرة بدأت عمليات إعادة متشددين أجانب من تنظيم داعش لبلادهم. وحذر وزير الداخلية سليمان صويلو الأسبوع الماضي من أن أنقرة ستبدأ في إعادة متشددي داعش لبلادهم يوم الاثنين حتى إن كانت تلك الدول قد أسقطت عنهم الجنسية. ونقلت الأناضول عن المتحدث باسم الداخلية التركية إسماعيل تشاتقلي قوله "ترحيل مقاتل أجنبي أميركي إرهابي بعد استكمال إجراءاته... تم الانتهاء من خطط سفر سبعة مقاتلين إرهابيين أجانب من أصل ألماني وسيجري ترحيلهم في 14 نوفمبر". ونقلت محطة إن.تي.في عن تشاتقلي قوله "ثلاثة آخرون من متشددي داعش في مراكز الترحيل سيرسلون عائدين لبلادهم اليوم". وقالت محطة تي.آر.تي خبر إن تركيا تسعى لترحيل ما يصل إلى 2500 متشدد أغلبهم سيرسلون لدول في الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن 12 مركز ترحيل في البلاد تضم حاليا 813 متشددا. من ناحية اخرى قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين يوم الأحد إن الولاياتالمتحدة غاضبة للغاية من شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخية الروسية وستعلم أنقرة بانها ستفرض عقوبات عليها إذا لم "تتخلص تماماً" من صفقة الصواريخ الروسية. وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي قبل أيام من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن المخطط لها في ال 13 من نوفمبر للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإجراء محادثات حاسمة محتملة. ورداً على شراء أنقرة المنظومة الروسية، كانت واشنطن قد أخرجت تركيا من برنامج شراء مقاتلات F-35، إلا أن الحديث الجدي عن عقوبات ستترتب على شراء صواريخ أس-400 جاء قبل زيارة الرئيس التركي الى البيت الأبيض وتزامناً مع الحملة التركية على شمال وشرق سورية التي تسببت بضغوطات على تركيا، ولوم أميركي واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للرئيس ترمب الذي اتهمه البعض بأنه من أعطى الضوء الأخضر لتركيا لشن الحملة بعد قيامه بسحب القوات الأميركية من بعض مواقعها في شمال سورية بشكل مفاجئ. وكتبت عدد من الصحف منها التايم، وبوليتيكو بأن تهديد أنقرة بعقوبات قاسية بسبب شرائها المنظومة الروسية سيكون أقوى ورقة ضغط يستخدمها البيت الأبيض لثني أردوغان عن مساره العدائي للولايات المتحدة وحلفائها، وقال محللون، هذا التهديد لأنقرة سينعكس حتماً على تحركات تركيا في سورية وسيضع أردوغان أمام قرارات مصيرية، فتركيا استفادت من رضا روسي واسع على تحركاتها وتوسعها في سورية التي تملك فيها روسيا النفوذ الأكبر وجاء هذا التفاهم التركي - الروسي بعد ارضاء أنقرة لموسكو بالتقارب معها في عدة مسارات أبرزها شراء الصواريخ الروسية التي يقول الرئيس التركي أنها صفقة ناجزة، وبالتالي يضع البيت الأبيض أردوغان أمام خيارات صعبة وتقيده في سورية إما عبر العقوبات الأميركية التي ستتسبب لأردوغان وحملته العسكرية في سورية بمأزق اقتصادي وغضب تركي داخلي، أو بخلاف واسع مع روسيا التي تمسك بزمام الامور في الأرض السورية.