لا حديث للناس هذه الأيام في مجالسهم إلا عن طرح "الشركة العالمية أرامكو" للاكتتاب العام استعدادا لبدء عمليات الاكتتاب فيها الأحد المقبل، ويدور معظم حديثهم حول مستقبل الشركة التي تعتبر أضخم شركة للنفط والغاز في الشرق الأوسط والعالم، الأمر الذي يشجعهم على الدخول فيها، ويتمحور حديثهم حول سعر السهم، والحد الأدنى من الأسهم للفرد، وعدد الأسهم عند التخصيص، وسعر السهم في السوق عند بدء التداول، وحجم المخاطرة إن وجد، وكل تلك الاستفهامات تسبق يوم الاكتتاب لهذه الشركة العملاقة التي ترقب الناس إعلان طرحها منذ سنتين حتى جاء الإعلان الرسمي قبل أيام بموعد طرحها للاكتتاب العام أمام الملايين من المواطنين والمقيمين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين منحتهم الدولة فرصة الاكتتاب وأبدوا استعدادهم التام الاكتتاب فيها، معتبرين المساهمة فيها هي (فرصة العمر) التي لا يمكن تفويتها حتى لو اضطروا للاقتراض. ويعتبر اكتتاب "أرامكو" الاكتتاب الأضخم، والحدث الأهم، ومؤكدا حرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تملك المواطنين في أقوى شركة عالمية للنفط والغاز، ما يضمن لهم بعد توفيق الله الربح والاستثمار والادخار على المدى المتوسط والبعيد. وبينما يتخوف بعض الناس من المخاطرة في الدخول في اكتتاب "شركة أرامكو" بسبب الأحداث السياسية، والأوضاع الاقتصادية العالمية وأنها تؤثر عليها سلبا بسبب تحليلات غير دقيقة ربما يكون مصدرها معاد للوطن؛ نجد الغالبية العظمى من مواطنين ومقيمين ومواطني مجلس التعاون الخليجي يؤكدون ويعزمون المساهمة بأعلى عدد من الأسهم التي ستطرح أمامهم وهو هدفهم الذي يتسابقون عليه، وفي نظرهم فرصة لا تعوض أبدا، وذلك لمكانة الشركة وسمعتها العالمية ناهيك عن متانة الاقتصاد السعودي الذي لم يتأثر بالأحداث السياسية والأوضاع الاقتصادية العالمية على مر التاريخ، ولن يتأثر بإذن الله. فبعد انقطاع سنوات عن طرح شركات كبيرة للاكتتاب العام، وتعطش الناس للمساهمات، جاء إعلان "شركة أرامكو" قبل أسبوع عبر وسائل الإعلام عن تخصيص حصة 0,5% من أسهمها للاكتتاب العام، ليُحرّك الناس، ويُنشّط حركة سوق الأسهم، ويبدأ الناس من جديد لمراجعة المصارف والبنوك من أجل تحديث بيانات حساباتهم البنكية ومحافظهم الاستثمارية ترقبا لبداية الاكتتاب والمساهمة، وهو الاكتتاب الذي يتوقع أن يشهد إقبالا كبيرا من مواطنين وأشقاء. ومن مزايا الاكتتاب في "شركة أرامكو" هو منح سهم واحد مجاني مقابل كل عشرة أسهم للمكتتبين من الأفراد وهو ما يمثل 10% وبحد أقصى لا يتجاوز 100 سهم مالم يقم المكتتب ببيع الأسهم مدة ستة أشهر من بعد بدء التداول، وهذه الأسهم المجانية التي توزع أول مرة في تاريخ المساهمات هي عبارة عن هدية من الدولة للمكتتبين الأفراد، وحسب ما قرأنا أن الدولة أيضا تنازلت عن أرباحها لمدة خمس سنوات قادمة لتوزيعها على الأفراد، وهذه الهدية تجعل من المواطنين وأشقائهم يتسابقون منذ اليوم الأول لبدء الاكتتاب، إضافة إلى اعتبارها شركة ضخمة وعملاقة. وفي خضم الحديث والترقب عن اكتتاب "أرامكو" لا بد من تفعيل دور التوعية والحذر من بعض الحسابات الوهمية أو الاتصالات المجهولة التي تدعي أنها جهة استشارية متعاونة مع البنوك لتقديم استشارات مالية عن الاكتتاب للحصول على بيانات شخصية وبنكية من العملاء الذين يقعون ضحية لعصابات النصب والاحتيال وقد بدأت تنشط هذه الأيام.