كرّم منتدى عبدالرحمن السديري للدراسات السعودية في محافظة الغاط اليوم، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء على جهوده الكبيرة التي بذلها طوال عشرين عاماً في بناء وتأسيس صناعة السياحة في المملكة (السياحة والتراث الوطني). وقد ألقى سمو الأمير سلطان بن سلمان كلمة - عقب التكريم - نقل خلالها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لأهالي محافظة الغاط. وأعلن سموه أن هذا التكريم هو هدية لكل أبناء المجتمع وكل من عمل في قطاع السياحة والتراث الوطني طوال الفترة الماضية تقديراً لجهودهم الكبيرة وعطاءهم اللامحدود، وقال: أقبل التكريم نيابة عن كل أبناء وطني الذين آمنو في هذا المشروع الوطني الاقتصادي منذ بدايته الصعبة والذي تجني الدولة ثماره الآن، كما أهدي هذا التكريم حتى للذين كانوا غير مقتنعين بالسياحة قبل عشرين عاماً وكان له رأي مخالف لرؤيتنا التي رسمناها وعملنا عليها منذ عام 2005 م. وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أن اهتمامه بالتاريخ كان من أجل الوطن، وأن اهتمامه بالسياحة والتراث الوطني هو اهتمام من أجل الوطن، مؤكداً سموه أن المملكة ليست بئر بترول أو ناقلة نفط بل عمق حضاري وتاريخي وثقافي كبير وأن فيها من الكنوز الأثرية والمواقع السياحية ما يجعلها رائدة في السياحة بمختلف أشكالها وألوانها ومساراتها. وقال سموه : إن ما نشاهده اليوم من قفزات كبيرة في مجالات مختلفة ليست وليدة الصدفة فأبناء المملكة العربية السعودية مهيئين بالفطرة للتطور والتقدم والإنجاز والنجاح. وشدد سموه على أن وحدة الجزيرة العربية هي وحدة قلب قبل أن تكون وحدة جغرافيا وأن نشأة هذه البلاد المباركة والتفاف الناس حول مسيرة المؤسس كان ايماناً منهم بأهمية المشروع الذي قاده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله تعالى. وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان عن شكره وتقديره لكل المواطنين والمواطنات الذين وقفوا سداً منيعاً حفاظاً على وطنهم ومقدراته، كما أعرب سموه عن شكره لمؤسسة عبدالرحمن السديري والقائمين عليها على جهودهم الكبيرة في قيام هذه المؤسسة الثقافية المميزة، وعلى تكريمهم لأبناء الوطن الذي عملوا في قطاع السياحة وآمنوا به كقطاع مهم مولد للفرص الوظيفية ومحرك للاقتصاد الوطني. من جهته، أكد الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري العضو المنتدب لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي أن تكريم سمو الأمير سلطان بن سلمان يأتي تقديراً لجهود سموه الذي بذل نفسه لخدمة وطنه في مجالات عديدة. وأضاف أن سمو الأمير سلطان بن سلمان يتمتع بدماثة الخلق والوفاء والانفتاح على المجتمع بكل فئاته والتواصل الدائم معه ما جعله قريباً من مجتمعه والمجتمع قريبًا منه وأكسبه علاقات واسعة على المستويين المحلي والخارجي، ومكنه من تحقيق كثير من النجاح. واستعرض السديري محاور الندوة ال 13 التي يقيمها المنتدى تحت عنوان (قطاع السياحة السعودي .. الإنجازات والتحديات وآفاق التطوير) التي شارك فيها نخبة من الاختصاصيين في مجالات السياحة والتراث الوطني على مدى 4 ساعات. كما ألقى معالي الدكتور عبدالواحد الحميد كلمة هيئة المنتدى عن الشخصية المكرمة، وهي كلمة كتبها الأستاذ عبدالرحمن الشبيلي قبل وفاته وكان مقرراً أن يلقيها خلال فعاليات هذا المنتدى حيث أكد فيها على أن السياحة قبل عقدين من زمن وقبل أن يتسلم مهامها سمو الأمير سلطان بن سلمان لا قيمة لها في خارطة تلك الصناعة ومؤتمراتها، لكن سموه بإصراره وعزيمته حقق الكثير خلال الفترة التي تولى فيها حقيبة السياحة واستطاع أن يجعلها حاضرة وبقوة في المشهد المحلي والدولي. وأضاف يرحمه الله (إن حب الأمير سلطان بن سلمان للآثار كان من أبلغ مؤثرات تعميق الابداع في فكره السياحي، حيث اكتسب من صفات والده موروثات سلوكيه بدءاً من الشغف المتأصل بقراءة التاريخ وإدراك ما يتصل به من تحولات السنين وتنوع حقول المعرفة، التي شكلت مرتكزات ثقافية جعلته يظفر بفكر سياحي بمساحة الكون الذي حلق فيه). وأضاف (إن منتدى عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية يسعد بتكريم مؤسس السياحة السعودية الأول، الذي عشق الوطن وطاف أرجاءه، واحتضن الآثار والتراث العمران، متمنين له أن النجاح في أن يضع الوطن على قائمة الدول المتصدرة في عالم الفضاء الذي ارتاده قبل خمسة وثلاثين عاماً). حضر المنتدى وجلساته وحفل التكريم عدد من أصحاب المعالي والمسؤولين والمثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال المهتمين بقطاع السياحة الوطني.