إنّ دعم وتأييد حالة الرفض الشعبي المُطلق للمشروع الإيراني التخريبي في الوطن العربي بشكل عام، وفي اليمن والعراقولبنان بشكل خاص، واجبٌ على جميع أبناء الأمة العربية إن أرادوا الانتصار لعروبتهم وكرامتهم، والمحافظة على أمنهم وسلمهم الاجتماعي، وتعزيز استقرارهم السياسي.. "الخُمينية" - في وجهها الداخلي - مشروع إقصائي بدأه ملالي إيران بقيادة الخُميني للسيطرة والهيمنة على الداخل الإيراني بشتى السُبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة؛ فتمكنت من فرض سيطرتها المُطلقة وهيمنتها المقيتة على سائر أبناء الشعب الإيراني بمختلف أطيافه الدينية والعرقية. أما "الخُمينية" في وجهها الخارجي، فهي مشروع طائفي مُتطرف سعت إلى تصدير فكرها الإقصائي، وعملت على تمرير توجهها المُتطرف إلى دول الجوار العربي؛ فاستطاعت - على مدى أربعة عقود - أن توظف مُرتزقة لتنفيذ أجندتها الطائفية، وأن تستعين بعُملاء لخدمة مخططاتها الهدامة، وأن تمول الخلايا التجسسية والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار في الوطن العربي. "الخمينية"، هذا المشروع المُتطرف بدأ يواجه تحديات وجودية حقيقية في الداخل الإيراني، وأصبح يواجه صعوبات كبيرة في المحافظة على مكتسباته وما حققه من إنجازات خلال العقود الماضية في دول الجوار العربي. وإذا كانت التحديات الوجودية التي تواجهها "الخُمينية" في الداخل الإيراني تُهدد استقرار نظامها السياسي، وتُنذر بسقوط رموزها وقادتها، فإن الصعوبات الكبيرة التي أصبحت تواجهها بشكل صريح ومباشر في الوطن العربي، وخاصة في اليمن والعراقولبنان، فإنها تُهدد مشروعها الإقليمي، وتُنذِر بقرب إعلان سقوطه بشكل كامل. هذه النتيجة المبدئية التي يُمكن الذهاب لها بناءً على المُؤشرات الأولية التي نراها قائمة في بعض الدول العربية، ولكنها حتماً ليست مؤشرات نهائية يمكن البناء عليها للنَّظر في المستقبل أو التنبؤ بشكل دقيق. ف"الخُمينية"، ذلك المشروع الفوضوي في وجهه الخارجي يواجه صعوبات كبيرة في المناطق التي استطاع النَّفَاذ إليها عن طريق المُرتزقة الذين يخدمونه مُقابل المال، وعن طريق العُملاء والمأجورين الذين يُنفذون أجندتها الفوضوية مقابل الوعود الوهمية والأطماع الشخصية. فبداية من اليمن، واجهت "الخُمينية" صعوبات كبيرة عندما رفضها الشعب اليمني الكريم، ثم تصاعدت حالة الرفض حتى بالدعوة لمواجهتها عسكرياً عندما استعان الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - للوقوف بجانب الشعب اليمني ومساندته في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، فبدأت عملية "عاصفة الحزم" التي أشارت لأهمية مواجهة الوجود الإيراني في الوطن العربي بشكل حازم يُعيد للوطن العربي أمنه واستقراره وللمواطن العربي عزته ويحفظ كرامته. ومن حالة المواجهة المُسلحة للوجود الإيراني في اليمن إلى حالة الرفض الشعبي العريض للوجود الإيراني في العراق. فبعد خمسة عشر عاماً من الاستبداد الإيراني بالشعب العراقي الأبي، وبعد خمسة عشر عاماً من السيطرة الأمنية المطلقة لميليشيات إيران المُتطرفة على أبناء الشعب العراقي العزيز، وبعد خمسة عشر عاماً من أعمال السَّرِقة والنَّهب التي يقوم بها النظام الإيراني المُتطرف وأدواته الوضِيعة في حق أموال الشعب العراقي، نزلَ أبناء العراق إلى الميادين ثائرين ضد الوجود الإيراني، ورافضين لهيمنته المُطلقة على سياسة دولتهم، ومستنكرين تبعية الأحزاب السياسية للتوجهات الإيرانية، ومطالبين بطرد جميع الميليشيات الإيرانية من الأراضي العراقية. هذه الحالة العربية العزيزة التي يعيشها العراق، انتقل صداها إلى أبناء الشعب اللبناني العزيز. فبعد أربعة عقود من التأثير السلبي للتدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني، نزل أبناء لبنان رافضين التدخلات الإيرانية في شؤونهم الداخلية، وبعد أربعة عقود من التبعية المُطلقة لأدوات إيران وإخلاصهم المُطلق لمشروع "الخُمينية" التخريبي في داخل الدولة اللبنانية، طالب أبناء لبنان عُملاء إيران بالتوقف عن تنفيذ أجندتها التخريبية في لبنان، وبعد أربعة عقود من إقحام لبنان في صراعات إقليمية مع الكيان الصهيوني خدمةً لأجندة إيران الهدامة على حساب أمن واستقرار لبنان، ثار أبناء لبنان ضد الحزب الإيراني في لبنان، وطالبوا كبار عملاء إيران بعدم إقحام لبنان في صراعات إقليمية غير متوازنة. إنها حالة رفض شعبية عريضة لجميع أشكال الوجود الإيراني المُتطرف والتخريبي في اليمن والعراقولبنان، وحالة استهداف سياسي وتشهير إعلامي مباشر وصريح بجميع عُملاء ومرتزقة إيران الطائفيين والمتطرفين في هذه الدول العربية، هذه الحالة الإيجابية من الرفض المُطلق لكل ما هو إيراني، في اليمن والعراقولبنان، تُعبر بِكل جلاء ووضوح عن انتمائها الصريح لعروبتها وإعلاء منزلتها على جميع أشكال الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية؛ وهذه الحالة الإيجابية من الرفض صرحت بكل عزة واعتزاز عن حُبها المطلق لتراب وطنها وإخلاصها لجذورها العربية وقدمتهما على كل ما عداها. وفي الختام من الأهمية القول إن دعم وتأييد حالة الرفض الشعبي المُطلق للمشروع الإيراني التخريبي في الوطن العربي بشكل عام، وفي اليمن والعراقولبنان بشكل خاص، واجبٌ على جميع أبناء الأمة العربية إن أرادوا الانتصار لعروبتهم وكرامتهم والمحافظة على أمنهم وسلمهم الاجتماعي وتعزيز استقرارهم السياسي. إنها مرحلة تاريخية مهمة لتوحيد الجهود العربية من أجل إسقاط مشروع "الخُمينية" المُتطرف والقضاء على أدواته في الوطن العربي؛ وإن لم يفعل العرب ذلك، فستكون عودة مشروع "الخُمينية في الوطن العربي أكثر تطرفاً وإرهاباً تجاه جميع مكونات الوطن العربي، فهل نحن أمام مرحلة سقوط مشروع "الخُمينية" في الوطن العربي؟ أم ستكون مرحلة إعادة بناء لمشروع "الخُمينية" بأسلوب أكثر تطرفاً وطائفية؟.