كرة القدم لا تعترف بالنقص أبدا، وعالمها واقعي جدا على طريقة «من جد وجد» وهي تخدم من يخدمها ويحرث الملعب عرضا وطولا ويحترق من أجل الشعار، أما من يلعب باسمه أو باسم ناديه فقط ويتكئ على تاريخ وشعبية وأمجاد وألقاب سابقة ويغيب في الملعب ويؤدي بفردية وتعالٍ وثقة مفرطة وغرور، ويكون شارد الذهن لا يوجد في الملعب إلا جسمه وتغيب موهبته ومهارته بعيدا عن خدمة فريقه وتكون أيضا روحه خارج الخدمة فمصيره الخسارة مهما قال عنه الإعلام والنقاد والمحللون قبل المباراة وبصموا على أفضليته ورشحوه للفوز. * الهلال ممثل الوطن وكبير الأندية السعودية الذي تأهل لنهائي كأس القارة وأعلن عن اسم منافسه على اللقب وخصمه وهو «أوراوا» الياباني منذ أن تأهل وقبلها أيضا أمام السد القطري في نصف النهائي ومحليا أمام النصر، وقع لاعبوه في الفخ وتم تخديرهم سواء بغياب مدافع السد الدولي عبدالكريم حسن ومهاجم الفريق المحترف الجزائري بغداد بوعلام وقبلها تم نشر مقطع للاعب أكرم عفيفي وهو يستعين بعكازين وكان - ما شاء الله تبارك الله - في مباراة الرياض يركض كالحصان وليلة مباراة الهلال والنصر أكثر بعض المحللين من مديح لاعبي الهلال وبنوا على صدارته للدوري وتأهله لنهائي القارة وهو يستحق لكن الميدان هو الحكم وشاهد الجميع لاعبي الهلال أمام السد والنصر وهم في أسوأ حالاتهم الفنية خسروا المواجهتين وولج شباكهم ستة أهداف كانت قابلة للزيادة. * في عالم كرة القدم ليس بالضرورة أن ينتصر الفريق الأكمل والذي لا يغيب عنه عناصر بداعي الإصابة أو الإيقاف أو الطرد أثناء المباراة والأمثلة كثيرة سواء على مستوى الفرق أو المنتخبات وفي دوريات عالمية وخارجية بشكل عام ومحلية وأيضا كؤووس عالم لأن العبرة بالعطاء والروح والحماس والاحتراق للقميص من قبل اللاعبين وأيضا في تواجد مدير فني ذكي يسخر إمكانات نجوم فريقه ويتخطى بهم كل عوامل النقص وخلافها ولن نذهب بعيدا ونتحدث فقط عن جدية وروح نجوم السد والنصر وذكاء تشافي وفيتوريا فمدرب الحزم دانيال تخطى بفريقه وهو يلعب بعشرة لاعبين منذ نهاية الشوط الأول من.. تخطى الأهلي الفريق الكبير قلعة الكؤوس صاحب الألقاب والأمجاد بعد أن ساعده اللاعبون بروحهم وحضورهم الذهني وتطبيقهم لتعليماته كما أن مدرب التعاون السابق ولنفس الأسباب صنع في الموسم الماضي من التعاون فريقا «معجزة» قاده إلى الفوز بكأس خادم الحرمين لأول مرة في تاريخه. * الهلال الذي عانى من مشكلة الثقة وغياب الروح والتدخلات الصحيحة من قبل مديره الفني الروماني رازفان سبق أن انتصر على منافسه النصر بأربعة أهداف بعشرة لاعبين وحول خسارته من صفر - 2 إلى 2 - 3 أمام الرياض قبل سنوات وهو يلعب بتسعة لاعبين فقط لكن الفارق هي الروح والإصرار والعطاء والاحتراق للشعار وقبل كل شيء احترام الخصم وأيضا الكل يتذكر عندما رفض أجانب النصر الثلاثة البرازيلين اللعب أمام الهلال قبل عدة سنوات ولعب النصر بأجنبي واحد والهلال بأربعة وكسب النصر المباراة. * حاليا ومع اقتراب موعد نهائي كأس آسيا «مواجهة الذهاب» أمام أوراوا الياباني في الرياض لا حديث إلا عن غيابات أوراوا، سيغيب حارس المرمى وسيغيب المهاجم يوكي موتو وهذة حقيقة والنادي مجبر أن يوضح كل شيء على حسابه لجماهيره لتكون في الصورة لكن الغريب حرص بعض من لا يودون للهلال الخير حتى وهو يمثل الوطن وفوزه بالنسبه لهم مقلق وكابوس على الإشارة إلى الغيابات وتكرارها في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بل وزيادة العدد حتى خيل للمتابع أن كل العناصر المؤثرة ستغيب ولم يتبق إلا الحديث عن إصابة وغياب رئيس النادي ونائبه والمدير الفني أو حافلة الفريق!! والهدف التأثير على لاعبي الهلال والإيحاء لهم بأن فريق أوراوا سيلعب بنقص كبير وسيكون حملا وديعا أمامهم وسيخيرهم كم مرة يرغبون بهز شباكه بينما الحقيقة والواقع أن أوراوا خطير ومكتمل الصفوف بأجانبه المميزين وأنه سيكون خصما عنيدا يبحث عن العودة بنتيجة تريحه في مواجهة الإياب على أرضه، وسيكون هو نفس الفريق القوي وأشد حتى لو تغيب عنه أحد عشر لاعبا وليس لاعبين أو ثلاثة. * إدارة الهلال إذا كانت بالفعل تبحث عن إنجاز طال انتظاره لها ولعشاق الفريق وقبل ذلك للوطن عليها أن تهيئ لاعبي الفريق التهيئة النفسية التي تحتاجها مثل هذة المباريات المشحونة والتي يصاحبها ضغط نفسي كبير وأن تستفيد من دروس الماضي بعد أن أوجعتها وأوجعت الفريق وجماهيرة ضربتين في الرؤوس من السد والنصر وأن تشعرهم أن الحديث عن نقص أوراوا وتكراره هو بهدف تعطيل الهلال وجعل لاعبيه حتى تأثير مخدر الثقة وأن عليهم عدم التفريط واللعب باحترام كبير للخصم والتركيز داخل الملعب وعدم تكرار اللعب بالنار داخل منطقتهم واللعب بمبدأ التخليص أولا بأول واللعب على أساس أن الخصم مكتمل وهو حقيقة فريق كبير ومحترم ومكتمل وإن غاب عنه حارس مرماه ومهاجمه وعلى مدرب الفريق رازافان التركيز أولا على تأمين المرمى الأزرق واختيار العناصر المناسبة والتبديل المناسب بدلا من فتح الملعب وجري الأظهرة ولاعبي الوسط للأمام وفتح ملعبهم ومنح لاعبي الخصم الضوء الأخضر للضغط على حامل الكرة والانطلاقة بها للمرمى الأزرق في مشاهد تكررت بعد أن وجد مدربو الفرق الأخرى ثغرة أخطاء التمرير والتغطية ونجحوا في استغلالها.