تجمع مئات المحتجين العراقيين الأحد في ساحة التحرير ببغداد، بعد ليلة طويلة من التظاهرات المطالبة بإبعاد المسؤولين المتخاذلين، واستخدمت القوات الأمنية لتفريقها الغاز المسيل للدموع. وواصل العراقيون الاحتشاد رغم تخطي حصيلة القتلى 60 شخصاً في الموجة الثانية من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي انطلقت مساء الخميس. وتقدّم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي مقترحات عدة لتنفيذ إصلاحات لم تكن مقنعة للمتظاهرين. ولوحظ نزول أعداد كبيرة من النساء والطلاب إلى الساحات القريبة. وتمركزت القوات الأمنية على أطراف ساحة التحرير، فيما لوحظ انتشار قوات مكافحة الإرهاب آليات مدرعة في المناطق المحيطة. وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب أنها نشرت وحداتها لحماية المنشآت السيادية والحيوية. وضيق مقتدى الصدر الخناق مساء السبت على عبدالمهدي، بعدما بدأ نوابه الذين يشكلون كتلة سائرون الأكبر في مجلس النواب العراقي، اعتصاماً مفتوحاً داخل البرلمان إلى حين إقرار جميع الإصلاحات التي يُطالب بها الشعب العراقي. من ناحيتها أعربت الحكومة البريطانية أمس عن قلقها بشأن استمرار أعمال العنف المتعلقة بالاحتجاجات في العراق. ودعا وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني آندرو موريسو في بيان الحكومة العراقية إلى التحقيق في جميع المزاعم ذات المصداقية بشأن العنف واستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن. وحثّ موريسون قوات الأمن العراقية على ضبط النفس، وعلى ضرورة أن تكون الاحتجاجات سلمية لأن زيادة العنف ستسبب تفاقم الوضع الهش أصلًا. وأكد في ختام بيانه أن الإصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي لتلبية المطالب المشروعة للمحتجين هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا. مجددًا التزام المملكة المتحدة بمساندة الحكومة العراقية في اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمعالجة الفساد، وتوفير فرص العمل، وتحسين توفير الخدمات. من جانب آخر، أعلن مصدر في قيادة عمليات نينوى الأحد مصرع ستة من رجال الشرطة واختطاف ضابط شرطة على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في حادثين منفصلين بالموصل. وقال العميد يونس شريف أن عناصر داعش هاجموا صباح الأحد نقطة تفتيش للشرطة العراقية عند بوابة قضاء الحضر، ما أدى إلى مقتل أربعة رجال شرطة وإصابة آخر قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، فيما شنت القوات الأمنية حملة تفتيش واسعة للبحث عنهم. وأضاف شريف أن عناصر داعش تسللوا أيضاً إلى قضاء مخمور وهاجموا نقطة تفتيش للشرطة داخل القضاء فقتلوا شرطيين اثنين واختطفوا نقيب الشرطة عبدالله سعيد ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. وما زالت مناطق عديدة من محافظة نينوى وخاصة القريبة من الحدود السورية تشهد أعمال عنف وقتل وتفجيرات ينفذها عناصر داعش ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين.