أثارت تغريدتان لوزير الصحة د. توفيق الربيعة نشرهما عبر حسابه في تويتر، مشاعر الكثيرين ممن اطلع على ما تحمله تلك التغريدتان من حكاية إحسان وفضل للميت المتبرع. والقصة أن «ميتة» أنقذت بالتبرع بأعضائه عدداً من المرضى، في صورة عطاء نادرة، لهذه المتوفاة دماغياً، حيث تمت الاستفادة من أعضائها لسبعة أشخاص، عقب موافقة ذويها جزاهم الله خير الجزاء على التبرع بأعضائها، باعثين بإذن الله الحياة في أجساد أنهكها المرض. وقام فريق سعودي في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وفي عمل متواصل لمدة 24 ساعة، بتوزيع عدد من أعضاء المتبرعة للمرضى، حيث تم تقسيم الكبد إلى جزئين وزراعتهما لمريضين، كما تمت زراعة كلى وبنكرياس لمريض، وتم فصل الرئتين لمريضين، وزراعة القلب لمريض، والكلية لمريض. وقد قدم الوزير د. الربيعة شكره لذوي المريضة أسكنها الله فسيح جناته، مشدداً على أن التبرع بالأعضاء يسهم في إنقاذ الآخرين، وأن المئات من المرضى المحتاجين يموتون سنوياً بسبب عدم توفر الأعضاء. وقد لاقت التغريدتان ردوداً إيجابية وإنسانية كبيرة داعين للمتوفاة بالرحمة والمغفرة، ولذويها الأجر والثواب وللمرضى الشفاء العاجل والعمر الطويل، ذاكرين بأن الميت لا يبقى له إلا ذِكْره الحسن بعد الموت. يشار إلى أنه يمكن لذوي المتوفين دماغياً التبرع بأعضائهم عبر موقع التبرع بالأعضاء السعودي، وهو موقع متخصص في تسجيل المتبرعين الذين يرغبون في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، حيث يمكن من خلاله إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، كما يمكن أن يغير الراغب رغبته متى شاء. ولدى الموقع بطاقة تبرع بالأعضاء، وهي فكرة تعود لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله–، وتهدف إلى تشجيع المجتمع في المملكة العربية السعودية على تعبئة استمارة تبرع تتيح للفرد بعد وفاته التبرع بأعضائه لمريض آخر قد يكون في أشد الحاجة إليها، وتعد بطاقة التبرع بالأعضاء بمثابة تعبير عن رغبة المتبرع في التبرع بأعضائه ولا تعد وثيقة إلزامية لأخذ الأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة وهو ما يسهل على ذوي المتوفين دماغياً إعطاء الموافقة على التبرع بأعضاء ذويهم المتوفين احتراماً لرغبتهم الشخصية.