في ظل الجدل المحتدم بين خبراء الصناعة حول ديمومة الثورة النفطية الصخرية الأميركية ومعدلات نمو نضوبها ومدى قوة منافستها للنفط التقليدي، تابعت «الرياض» تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الثلاثاء الذي لمح إلى إن نمو إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة يتباطأ، ومن المرجح أن يبلغ الإنتاج ذروته في السنوات القليلة المقبلة. وصرح نوفاك للصحفيين في سوتشي وقال «إننا نرى أن هناك تباطؤاً في نشاط النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، وعلى الرغم من أن الإنتاج مستمر في النمو، إلا أن النمو أضعف من الأعوام السابقة. وأشار نوفاك إلى أن عدد منصات الحفر في الولاياتالمتحدة انخفض بنسبة 160 منصة في العام. واستمر عدد منصات النفط الأميركية في الانخفاض في الأسبوع الأخير من التقارير، وفقًا لبيانات «بيكر هيوز» التي أشارت إلى أن إجمالي عدد منصات النفط والغاز يبلغ الآن 851 منصة، منخفضة بعدد 216 عن هذا الوقت من العام الماضي. وارتفع إجمالي عدد منصات البترول النشطة في الولاياتالمتحدة بإضافة منصة واحدة في الأسبوع الماضي، حيث وصل إلى 713 منصة حفر وهذا يقل بمقدار 160 منصة على أساس سنوي. وقال نوفاك: «من الواضح أن هذا اتجاه»، مضيفًا «أنه في أسعار النفط الحالية، لن ينمو إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة بالسرعة التي نما بها في الأعوام السابقة»، في إشارة إلى «وجود العديد من العوامل، بما في ذلك التمويل، والتي ستحدد وتيرة إنتاج النفط الصخري الأميركي». ولفت نوفاك إلى أنه «في المستقبل القريب، إذا كانت التوقعات صحيحة، فسوف نرى هضبة في الإنتاج». وظل نمو إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط، وخاصةً من التكوينات الصخرية، يحافظ على أسعار النفط على مدى العامين الماضيين وقد أحبط جهود روسيا والأوبك لإعادة توازن سوق النفط من خلال اتفاق خفض الإنتاج. ومع ذلك، يتفق المحللون على أن إنتاج النفط الأميركي مهيأ للنمو البطيء في المستقبل، حتى لو استمرت الولاياتالمتحدة في تسجيل أكبر أرقام سجلات الإنتاج. وخفض بنك جولدمان ساكس أخيراً تقديره لنمو النفط الصخري الأميركي للعام المقبل ويتوقع البنك الاستثماري الآن أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي بمقدار 700,000 برميل يوميًا فقط في 2019، مقارنةً بالتنبؤ السابق بنمو مليون برميل يوميًا، فيما شهدت زيادة الإنتاج هذا العام بمقدار 1.1 مليون برميل في اليوم. من جهته أكد ل «الرياض» د. أنس بن فيصل الحجي، الاقتصادي العالمي المتخصص بشؤون الطاقة والمستثمر في قطاع النفط الأميركي، ارتفاع معدلات النضوب في آبار النفط الصخري الأميركي، وأنه على الرغم من تحسن معدلات النضوب التي أصبحت أدنى من ذي قبل، إلا أنها لا تزال مرتفعة، مشدداً على أن نوعية النفط الصخري، وارتفاع معدلات النضوب، يجددان زيادة اعتماد أميركا على النفط الخليجي بعد بضع سنوات، مشيراً إلى أن توقف نمو إنتاج الصخري قد وشك. وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للنفط الصخري الأميركي تضاهي إنتاج عدة دول في أوبك ومنها ما لدى الكويت والإمارات معاً من النفط، حيث أضاف النفط الصخري حوالي سبعة ملايين برميل يومياً خلال 7 سنوات، ومع ذلك إلا أن الصخري لا يزال يخوض معترك مراحل التطور لأفضل الممارسات للمنتجين في ظل كثافة عدد الآبار في أضيق المساحات والتي تسببت في تشابك عدة أبار مما ساهم في انخفاض الكميات الكلية التي يمكن استخراجها. فضلاً عن ربكة التحول بين بعض الآبار من أبار نفط إلى آبار غاز والتي تسببت بنكبات مالية لبعض الشركات بسبب الفارق الهائل بين أسعار الغاز السالبة وأسعار النفط المرتفعة نسبياً. د. أنس الحجي