قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة إن أنقرة ستواصل عمليتها في شمال شرق سورية بسرعة أكبر من ذي قبل إذا لم يطبق اتفاق توصلت إليه مع الولاياتالمتحدة لوقف العملية والسماح لانسحاب القوات الكردية بحذافيره. وقال أردوغان للصحفيين إنه ليس مشكلة بالنسبة لتركيا إذا دخلت القوات السورية المدعومة من روسيا إلى مناطق أخلتها وحدات حماية الشعب الكردية السورية مضيفاً أن أنقرة لا تعتزم البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سورية. وأشار أردوغان إلى أنه أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مكالمة هاتفية بأمر العملية يوم 6 أكتوبر. وأضاف «سيتم القيام بما يلزم عندما يحين الوقت المناسب» تعليقاً على خطاب من ترمب أخبر فيه أردوغان بأن لا يكون «أحمق» و»متصلباً». وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاقاً لوقف إطلاق النار، شنّ الطيران التركي غارة جوية أسفرت عن مقتل مدنيين في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سورية مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في مدينة حدودية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة، وافقت تركيا الخميس على تعليق هجومها في شمال شرق سورية مشترطة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية خلال خمسة أيام. وخلال تسعة أيام من الهجوم، تمكنت تركيا والفصائل السورية الموالية لها من السيطرة على منطقة واسعة بطول 120 كيلومتراً تمتد بين أطراف بلدة رأس العين (شمال الحسكة) ومدينة تل أبيض (شمال الرقة)، وقد بلغ عمقها في بعض المناطق أكثر من 30 كيلومتراً. وتوقع محللون أن تكتفي تركيا في مرحلة أولى بهذه المنطقة. واتهمت قوات سورية الديمقراطية الجمعة تركيا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المسؤول الإعلامي مصطفى بالي «بالرغم من اتفاق وقف القتال، يواصل القصف الجوي والمدفعي استهدافه مواقع المقاتلين والمدنيين والمستشفى في رأس العين». وشاهدت مراسلة لفرانس برس على الجانب التركي من الحدود سحب دخان تتصاعد من رأس العين، كما أفادت عن سماع دوي قصف مدفعي. وأفاد المرصد السوري عن «مقتل خمسة مدنيين وأربعة مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية في غارة تركية استهدفت قرية» على بعد نحو عشرة كيلومترات شرق رأس العين. ممر إنساني وكانت الإدارة الذاتية الكردية طالبت الخميس بفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين والجرحى المحاصرين، وأرسلت الجمعة قافلة إلى المدينة التي تصر على التمسك بها. وقال حسن أمين، مدير مستشفى تل تمر جنوب رأس العين، لوكالة فرانس برس «تم إرسال فريق طبي لإخراج الجرحى من مدينة رأس العين»، مشيراً إلى أن «وضعهم خطير والعدد كبير». وأفاد مراسل فرانس برس في مدينة تل تمر عن انطلاق قافلة من 200 سيارة باتجاه المدينة.