شعرت جماهير فلامنجو متصدر الدوري البرازيلي لكرة القدم لفترة طويلة أن الفريق بحاجة إلى معجزة لاستعادة أمجاد ثمانينات القرن الماضي لذلك كان من المناسب أن يحمل اسم منقذه الجديد اسم جيسوس. وجورج جيسوس ليس لاعبا كما لا يحمل الجنسية البرازيلية لكن من الصعب تجاهل تأثير المدرب البرتغالي الذي تولى مسؤولية الفريق الذي يتخذ من ريو مقرا له في يونيو. وتحت قيادته قفز فلامنجو إلى صدارة الدوري البرازيلي بفضل حفاظه على سجله الخالي من الهزيمة في 15 مباراة متتالية وأصبح على بعد 90 دقيقة من نهائي كأس ليبرتادوريس. ويوم (الأربعاء) المقبل يمكن أن ترسله المواجهة ضد جريميو إلى نهائي كأس ليبرتادوريس لأول مرة منذ 1981، وتعادل الفريقان 1-1 في ذهاب الدور قبل النهائي قبل مواجهتهما باستاد ماراكانا. وأبلغ جيسوس الصحفيين "مضت ثلاثة أشهر مع الفريق لكنها تبدو مثل ثلاث سنوات.. أعتقد أنني سأترك إرثا ليس فقط من أجل فلامنجو بل لكرة القدم البرازيلية.. نلعب كرة قدم مختلفة تماما عن بقية الفرق". وهزت أساليبه الدوري المحلي الذي كان غارقا في طرق اللعب العقيمة، ونال جيسوس الثناء بإصراره على أسلوبه المعتمد على الضغط العالي والاستحواذ على الكرة المعتاد في أوروبا لكن ليس في البرازيل. وقارن توستاو لاعب المنتخب البرازيلي السابق تحركات وحماس فلامنجو هذا الموسم بما يفعله ليفربول ومانشستر سيتي. وكتب توستاو الفائز بكأس العالم في مقال صحفي "فلامنجو واحد من الاستثناءات في البرازيل نظرا لكفاءة اللاعبين وحماسهم وتحركاتهم وطريقة ضغطهم على المنافسين عند امتلاك الكرة". ورحبت الجماهير بأداء الفريق والشخصية التي تقف وراء هذا التطور. وأصبح جيسوس معشوقا لجماهير فلامنجو الذين يتابعون فريقهم يقدم أسلوبا هجوميا شاهدوه لآخر مرة عندما لعب زيكو وجونيور ولياندرو للفريق قبل نحو 40 عاما. وقال زينيو لاعب فلامنجو والبرازيل السابق لشبكة فوكس سبورتس التلفزيونية "قام جورج جيسوس بعمل استثنائي وممتع. ترك بصمة كبيرة" * لاعبون جدد وأشار زينيو إلى أن ما ساعد جيسوس هو تراجع منافسيه بالإضافة إلى ضم العديد من اللاعبين الجدد. وكان فلامنجو يملك واحدة من أفضل التشكيلات في البرازيل ومنذ وصول جيسوس ضم ظهيرين سابقين للمنتخب وهما رافينيا من بايرن ميونيخ وفيليبي لويس من أتليتيكو مدريد بالإضافة إلى لاعب الوسط جيرسون من روما. ويملك فلامنجو ثلاثة من أول أربعة لاعبين في قائمة هدافي البطولة بقيادة المهاجم المتألق جابرييل باربوسا المعار من إنتر ميلان وشريكه في خط الهجوم برونو هنريك. وأدهش نجاح جيسوس الكثيرين في البرازيل غير المعتادة على نجاح المدربين الأجانب. ففي السنوات الماضية كان بالميراس وساو باولو وفلامنجو من بين الفرق التي استعانت بمدربين أجانب وأقالوهم بعد عدة أشهر. واشتكى كثيرون من انهم لم يحصلوا على الوقت الكافي في مهمتهم ورحلوا لتدريب فرق بارزة أخرى. ولا يوجد ما يشتكي منه جيسوس أو جماهير فلامنجو. وسيعزز لقب الدوري والذي يبدو قريبا وسيكون الأول للفريق منذ 2009 مكانته أما لقب كأس ليبرتادوريس سيضمن مكانه بين قديسي فلامنجو.