أعلن تنظيم داعش الخميس على حسابات متطرفة على تطبيق تلغرام أنه "حرر عددا" من النساء "المسلمات" المحتجزات، إثر هجوم شنه على مقر للمقاتلين الأكراد في محافظة الرقة في شمال سورية. ويأتي ذلك بعد سلسلة حوادث أعقبت إنصراف قوات سورية الديموقراطية لصد الهجوم التركي ضد مناطق سيطرتها، وتخللها فرار نحو 800 شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار متطرفين من أحد السجون بينهم بلجيكيان وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى. الى ذلك اتهمت الإدارة الذاتية الكردية في سورية الخميس القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دولياً في هجومها على مدينة رأس العين الحدودية، الأمر الذي نفته أنقرة. وسارع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الى نفي أن تكون بلاده تستخدم "أسلحة كيميائية" في هجومها على تركيا. وأوردت الإدارة الكردية في بيان أنه "في انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية... يقوم (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان بإستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور والنابالم الحارق، ما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير". ولم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق من صحة هذه الادعاءات من جهة مستقلة. ولم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من التثبّت من صحة الاتهامات، وقال مديره رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن "المرصد لم يتمكن من توثيق قصف بأسلحة محرمة على رأس العين الحدودية (شمال الحسكة)، لكنّه وثّق اصابات بحالات حروق وصلت إلى مستشفى تل تمر خلال اليومين الماضيين". وأفاد عن "قصف جوي وبري كثيف تركز على رأس العين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة". والمواد الحارقة على غرار النابالم أو الفوسفور الأبيض تتسبب بحروق مؤلمة يمكن ان تصيب العظام والجهاز التنفسي. ويُستخدم الفوسفور الأبيض لخلق ستار دخاني أو إرسال اشارات ووضع علامات أو حتى كسلاح حارق. ونشر مسؤولون أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة يظهر فيها طفلان على الأقل أحدهما جسمه مضمّد بالكامل والآخر مصاب بحروق خصوصاً وجهه. ويقول طبيب إن الاصابات مشابهة لتلك الناجمة عن استخدام هذاالنوع من الأسلحة. ودعت الإدارة الذاتية "العالم أجمع إلى فتح تحقيق رسمي ودولي حيال هذه الانتهاكات". وحثّ المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة "المنظمات الدولية على إرسال فرقها للتحقيق في بعض الإصابات جراء الهجمات". وقال إن "المنشآت الطبية في شمال شرق سورية تفتقر إلى فرق مختصة بعد انسحاب المنظمات غير الحكومية بسبب هجمات الغزو التركي". ووجهت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية "نداء استغاثة" إلى المنظمات الإنسانية المعنية لإجلاء الجرحى والمدنيين من رأس العين، مضيفة "تعجز فرقنا الصحية من الوصول" إلى المدينة. وتقدمت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الخميس داخل رأس العين وباتت تسيطر على نحو نصف مساحتها، بعد أسبوع من مقاومة شرسة لقوات سورية الديموقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن أن "القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تمكنت فجر الخميس من السيطرة على نحو نصف مساحة رأس العين بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد قوات سورية الديموقراطية، ترافقت مع غارات كثيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام". وقال عبدالرحمن "إنه أول تقدم حقيقي للقوات التركية داخل المدينة، بعد مقاومة شرسة أبدتها قوات سورية الديموقراطية خلال أسبوع" من المعارك. ومنذ اندلاع الهجوم، قتل 72 مدنياً على الأقل بنيران تركيا والفصائل الموالية لها، بالإضافة إلى 203 من مقاتلي قوات سورية الديموقراطية، وفق المرصد. وأحصت أنقرة من جهتها مقتل ستة جنود أتراك في المعارك، و20 مدنياً جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية، كما قتل 171 عنصراً من الفصائل السورية الموالية لأنقرة وفق المرصد.