بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) بين عشية وضحاها يبدل الله الأحوال من حال إلى حال، لا أستطيع نسيان ذلك اليوم الذي أنتابني فيه الألم الشديد من أثر الحصوات على الكلى، التي جعلتني أعانق الموت من شدة الألم ، وأفتقدت قدرتي على التنفس حينها ، وسببت لي تلك أحتباس السوائل مما شكّل خطورة بالغة على الكلى ، وبفضل من الله توجهت لمستشفى قوى الأمن بالرياض وتم تحويلي لعيادة الدكتور عبدالله العنزي، إستشاري جراحة المسالك البولية والمناظير والروبوت، الذي كان سبباً بعد الله في إنهاء معاناتي . وبعد العديد من الكشوفات والفحوصات قرر د. العنزي التدخل الجراحي، أستخرت وتوكلت على الله ووافقت على الجراحة بكل إطمئنان لثقتي ويقيني بقدرة وكفاءة أبناء الوطن. تم التنويم وأمضيت ذلك المساء بين ألم الجسد، والفكر بوالدّي اللذين تعتصر قلوبهم ألماً على ألمي، ومع بزوغ شمس اليوم التالي نقلوني لغرفة العمليات حيث كان د. العنزي بإنتظاري وفريقه الطبي الذي تميز بالثقة والهدوء وحُسن التعامل وكرم الاخلاق ، وبفضل من الله نجحت الجراحة وأرتويت العافية من بعد الظماء وتبدلت تلك الألام ، وأستطعمتُ طعم الحياة ، حينها أدركت أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وأن الأطباء هم فعلاً ملائكة الرحمة، وأن مهنة الطب من أعظم المهن أنسانية ومن أكثرها نُبلاً . كان أهتمام الفريق الطبي وعلى رأسهم د.عبدالله وحرصه ومتابعته لحالتي خير مثال للطبيب الأمين؛ أخذ بيدي للحياة، كان طبيباً نفسياً قبل أن يكون جراحاً ، كان يتحمل تقلباتي النفسية من أثر المرض وكان يمتص تبعات الألم بمواساتهُ وكلماتهُ الايجابيه فقد زرع التفاؤل رغماً من الصراعات النفسيه ، لتميُزه بالقدرة على تغلب نفسية المريض ودعمه في فهم حالتُه ، وقد تكون كلمات الشكر والثناء لاتكفيني أبداً ، لِما التمستُه من تعامل وأهتمام . شكراً لوزارة الداخلية على هذا الصرح الطبي، شكراً لمستشفى قوى الأمن بالرياض على هذه الكفاءات الطبية، وشكراً د. العنزي للعطاء الدائم ، سعيت فكان سعيك مشكوراً . فجزاك عنّا أفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لك، وأسعدك أينما حطّت بك الرّحال ..