لقد قررت إكوادور - تقع في أميركا الجنوبية - أن تنسحب من منظمة أوبك بتاريخ 1 يناير 2020. وهكذا سيُصبح عدد الدول الأعضاء في أوبك 13 دولة بعد انسحاب إكوادور من المنظمة. لقد انضمت إكوادور إلى أوبك العام 1973 ثم انسحبت العام 1992، ثم عادت إكوادور إلى أوبك العام 2007 إلى أن قررت الآن أن تنسحب للمرة الثانية. السبب المعلن لانسحاب إكوادور الآن من أوبك هو نفس السبب المعلن لانسحابها السابق العام 1992؛ وهو عجزها المالي، وعدم قدرتها على تسديد رسم العضوية في أوبك بسبب انخفاض سعر البترول. الجدير بالذكر أن الغابون - تقع في إفريقيا - عندما انسحبت العام 1995 كان سبب انسحابها أيضاً عجزها عن دفع رسم العضوية البالغ حينذاك 1.8 مليون دولار في السنة، ثم عادت الغابون إلى أوبك العام 2016. لكن لا يستبعد أن يؤدي انخفاض سعر البترول الحالي إلى انسحاب الغابون مرة أخرى. وربما إذا استمر انخفاض سعر البترول طويلاً عند مستواه الحالي أقل من 60 دولاراً سيؤدي إلى انسحاب الدول المنخفضة الإنتاج. كمثال غينيا الاستوائية - تقع في إفريقيا - التي انضمت إلى أوبك العام 2017، وكذلك ربما تنسحب جمهورية الكونغو - تقع في إفريقيا - التي انضمت مؤخراً إلى عضوية أوبك العام 2018. بالتأكيد انسحاب إكوادور لا يؤثر في قوة أوبك، فإنتاجها لا يتجاوز 517 ألف برميل في اليوم واحتياطها 2.8 مليار برميل. وهو يكفي 14.8 سنة حسب إنتاجها العام 2018 (المصدر إحصائية: BP-2019). سعر البترول الحالي ليس في صالح المنتجين، وأيضاً ليس في صالح المستهلكين؛ لأنه ستضطر جميع شركات البترول في العالم إلى خفض نشاطها في جميع مراحل صناعة البترول (التنقيب، والتطوير، والمحافظة على طاقتها الإنتاجية الحالية)، وبالتالي ستكون النتيجة الحتمية عجز العرض عن تلبية الطلب المتزايد على البترول. قد يكون الدافع لتساهل أوبك في قبول الأعضاء الجدد، رغم صغر إنتاجهم وصغر احتياطي بترولهم، هو احتياج أوبك للحصول على تمويل ميزانية المنظمة أكثر من حرصها على تماسك المنظمة. عملية الانضمام ثم الانسحاب المتكررة لبعض دول أوبك هي انعكاس لمدى الحاجة الماسة لهذه الدول الفقيرة للحصول على السعر العادل لبترولها لسد احتياجاتها المعيشية، أسوةً بالضرائب العالية التي تحصل عليها الدول الغنية المستهلكة لبترولها. مستقبل أوبك: لا توجد الآن نية لدى أي دولة من الدول الخمس المؤسسة (المملكة، الكويت، العراق، فنزويلا، إيران) لأن تنسحب من أوبك أو إضعافها، وكذلك لا توجد نية لدى أي دولة من الدول الرئيسة الأربع (الإمارات، الجزائر، ليبيا، نيجيريا) لأن تنسحب من أوبك أو إضعافها، كذلك لا توجد رغبة لدى أي دولة مستهلكة للبترول القضاء على أوبك. لكن هذا لم يمنع - بسبب جهلهم - بعض هواة السياسة من المطالبة بمقاضاة أوبك بأنها مُحْتكرة.