رحم الله الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله الجميح، الذي تخرج في مدرسة والده الشيخ عبدالعزيز وعمه الشيخ محمد، وتعلم منهما كثيرًا، وبعد وفاة والده عام 1376ه، استمر ملازمًا ومساعدًا لعمه في جميع أعماله حتى وفاته. وكان رحمه الله علمًا من أعلام الخير، ورائدًا من رواد العمل الإنساني بالمملكة، وأحد الذين ساهموا في نهضة هذا الوطن، وحاولوا جاهدين أن يردوا له بعض الجميل، فراحوا يبنون، ويعمرون في كثير من القطاعات. كان رحمه الله مهتمًا إلى جانب الصناعة والاستثمار بالتعليم، فكان من أوائل المتبرعين لتأسيس «جامعة الأمير سلطان»، كما كان حريصًا في السنوات الأخيرة قبل وفاته ورغم كبر سنه على حضور حفل «جائزة الجميح»، التي أسسها عمه محمد عام 1421 هجرية، واستمرت في أداء رسالتها برعاية كريمة منه ومن شقيقه الشيخ حمد في مدينة شقراء، ليحتفلا كل عام بالطلبة المتفوقين، وحفظة القرآن الكريم، فضلًا عن مشاركتهما الناس في أفراحهم وأحزانهم، ومتابعة وتشجيع ودعم عدة أعمال خيرية في داخل المملكة وخارجها، لا يتسع المقام هنا لذكرها. وستظل «شقراء» تذكر ما قام به والده الشيخ عبدالعزيز وعمه محمد رحمهما الله لها، فقد كان الماء فيها قديمًا نادرًا وشحيحًا جدًا، وكان الناس ينقلونه إلى المدينة من أماكن بعيدة، على ظهور الدواب. فتكفلا بحفر بئر ارتوازية، ومد شبكة توزيع لإيصال المياه إلى بيوت المدينة مجانًا، ومنذ ذلك الوقت صارت شقراء مضربًا للمثل في وفرة الماء وعذوبته. كما كان رحمه الله ممن آمنوا بقدرات الشباب السعودي، وأتاحوا له الفرصة في شغل الوظائف المناسبة بشركات الجميح المختلفة، فضلًا عن تدريبهم وتوجيههم، ليستطيعوا الوفاء بمتطلبات العمل. رحم الله أبا إبراهيم، وألهم الله رفيق دربه شقيقه الشيخ حمد وابنه البار إبراهيم وابنته وزوجته وأحفاده وأسرة الجميح ومحبيه كافة، الصبر والسلوان.. وجمعنا به في جنة الفردوس، وجعل الله ما فعله في الدنيا في ميزان حسناته. شقراء وأعمال البر المختلفة في جميع مناطق المملكة لن تنسى آل الجميح وما قدموه لها.