أدانت دولٌ ودبلوماسيون أوروبيون العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي في شمال سوريا اليوم الأربعاء، تحت مسمى "نبع السلام" بهدف محاربة داعش ووحدات حماية الشعب الكردية، على حد وصفه. وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك في بيان إنه استدعى اليوم الأربعاء سفير تركيا لدى بلاده بعدما بدأت أنقرة عملية عسكرية في سوريا. وأضاف بلوك في بيانه "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا... ندعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه". كما أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "بأشد العبارات" العملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي في شمال شرق سورية اليوم الأربعاء. وقال ماس في بيان صدر في برلين اليوم إن " تركيا تغامر بهذا بزعزعة استقرار المنطقة وإعادة تقوية تنظيم داعش". وأشار ماس إلى خطر نشوء كارثة إنسانية جديدة وحركة لجوء جديدة " ونحن ندعو تركيا إلى إنهاء هجومها ورعاية مصالحها الأمنية بالطريق السلمي". بدورها قالت أميلي دو مونشالان وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا اليوم الأربعاء إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت لعقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي على شمال سوريا. وأضافت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك "يندد بشدة" بالعملية التركية، في حين أنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه. ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا إلى ممارسة "ضبط النفس" في عمليتها ضد القوات الكردية في سوريا، محذرا من أن تكون المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية عرضة للخطر. وأضاف ستولتنبرغ بأن لأنقرة "مخاوف أمنية مشروعة"، إلا أنه دعاها إلى الرد بشكل محسوب. وقال: "أطلعت السلطات التركية حلف شمال الأطلسي على العمليات الجارية في شمال سوريا. من المهم تجنب القيام بتحركات يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة بشكل أكبر، وتؤدي إلى تصعيد التوتر وتتسبب في المزيد من المعاناة البشرية". جاءت تصريحات ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في روما جمعه برئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي: "أطلب من تركيا ممارسة ضبط النفس وضمان أن يكون أي تحرك تتخذه في شمال سوريا غير مفرط". وأضاف "يجب أن لا نعرّض المكاسب التي حققناها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية للخطر". وأكد أن التنظيم "لا يزال يشكل تهديدا كبيرا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولجميع دولنا". ومن المقرر أن يزور ستولتنبرغ اسطنبول الجمعة، وقال إنه سيناقش العملية العسكرية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما ذكرت مصادر دبلوماسية أن الدول الأوروبية في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن الخميس لبحث الهجوم التركي في سوريا. بعد أن تقدم بالطلب كل من بلجيكاوفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقا للمصادر. وكان رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي جيري ماتيوس ماتجيلا دعا تركيا صباح اليوم الأربعاء إلى "تجنب المدنيين" و"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس" خلال عملياتها العسكرية في سوريا.