لائحة الذوق العام التي صدرت مؤخراً هي القطعة الناقصة التي كنا نبحث عنها دائماً لتكمل مشهد أو صورة حياتنا اليومية.. لائحة مهمة تضع حدوداً للتمادي في الأفعال أو التخاذل والكسل والإهمال كما أنها تعطي مخولاً قانونياً لصاحب الحق ليدافع عن حقه بألا يخدش أو يؤذي بفعل مناف للآداب العامة. تزامنها مع فتح المملكة أبوابها للسياحة العالمية يجعلنا كمجتمع مسؤولين مسؤولية تامة لعكس الصورة اللائقة بنا كمجتمع سعودي مسلم له هويته المستقلة وله آدابه وتقاليده التي تكمل الصورة لهذا البلد الجميل. الجهود المبذولة لإبراز معالم المملكة وتاريخها العريق وتراثها الممتد منذ آلاف السنين لتحفيز الآخرين على زيارتها والوقوف على نهضتها وتاريخها بزيارتها فعلياً لا من خلال المقالات التي تكتب ولا التقارير التي تنشر أو الكتب التي تؤلف عنها هي جهود مخلصة وعازمة على النجاح ومن حقها علينا كمجتمع أن نقف معها بطريقة استقبالنا لمن رغبوا بخوض تجربة السياحة في المملكة. ولنعد للائحة الذوق العام ونستحضر ما يُقرأ بين سطورها من مسؤولية جماعية تجاه كل متجاوز لنبحث في آلية تطبيقها، فهي في حقيقتها تجاوزات للآداب العامة للمجتمع، قد لا يراها البعض كذلك وقد يظن بأن تجاوزه لها هو في دائرة حدود حريته الشخصية لأنها من منظوره لا تمس أحداً سواه! هنالك بنود في هذه اللائحة تمارس بشكل مستمر سابقاً اعتاد الناس رؤيتها والتجاوز عنها أو تقبلها على مضض كيف سيكون تعامل الناس معها الآن؟ مثل الخروج بملابس النوم، البصق في الشوارع، إشعال النار في الحدائق العامة والكتابة أو الخربشة على الممتلكات العامة.. جميعها تصرفات مسيئة اعتاد مزاولوها ممارستها بحرية، مواطنين وأجانب دون حياء أو خوف. تربوا على أنها أمور ضمن دائرة حقوقهم الخاصة ونشؤوا على ذلك كيف سيكون التعامل معها الآن في حال رصدها وتوثيقها للإبلاغ عنها؟ الجدية في تطبيق هذه اللائحة هي الخطوة الأولى لردع من اعتادوا مزاولتها وتهذيبهم، ونتمنى أن يصاحبها حملة توعوية بلغات مختلفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واللافتات في الشوارع والحدائق العامة ومحطات الوسائل العامة، وحصص النشاط في المدارس ليكون لهذه اللائحة مساحة أكبر في التطبيق وتفعل على أرض الواقع لا أن تكون مجرد حبر على ورق ولا تطبق إلا في الصدف!