توقع عدد من العاملين الميدانيين في قطاع السياحة أن يسهم فتح باب التأشيرة السياحية لغرض زيارة المملكة في زيادة عدد السياح القادمين إلى مختلف المواقع السياحية بعموم مناطق بنسبة 800 % عما كان عليه قبل هذا القرار، وأكدوا بأن ذلك يستدعي زيادة تأهيل الأطر والكوادر العاملة في هذا القطاع من قبل المعاهد والجهات التدريبية بالمملكة، خصوصاً أن عدد المرشدين السياحين الحاليين لا يتجاوز 3000 مرشد سياحي، ومع الزيادة المتوقعة من الزوار لما يزيد على عشرة آلاف موقع تاريخي وسياحي بالمملكة فسيكون مطلوباً توفر ما لا يقل عن 15 ألف مرشد سياحي. وقال المرشد السياحي قتيبة عبدالعزيز تركستاني ل»الرياض» «بحكم عملي الميداني كمرشد سياحي أرافق أفواج ومجموعات السياحة الزائرين للمواقع السياحية بمنطقة تبوك أتوقع أن يسهم فتح باب التأشيرة السياحية لمواطني 49 دولة من دول أوروبا إضافة إلى أميركا وكندا وأستراليا ونيوزلندا وبعض الدول الآسيوية لغرض زيارة المملكة في زيادة عدد القروبات والمجموعات القادمة لزيارة المواقع السياحية والأثرية بواقع 800 % عما كانت عليه في السابق وذلك بالنسبة لعموم مناطق المملكة والتي يزيد عدد المواقع التاريخية والأثرية التي تستهوي السياح وتستقطبهم على عشرة آلاف موقع. وأشار قتيبة تركستاني إلى أن الجهات ذات العلاقة سواء في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وفي الهيئة العامة للترفيه وغيرها بدأت فعلياً في تلمس الحاجة لزيادة العاملين في هذا القطاع الواعد وخلال هذا العام يلاحظ زيادة في معدلات الدورات التأهيلية للمرشدين السياحين في ظل الحاجة الماسة لزيادة عددهم من 3000 مرشد إلى أكثر من 15 ألف مرشد، إضافة إلى تأهيل الكوادر المناسبة لشغل الوظائف المطلوبة حالياً مثل وظائف حراس المواقع السياحية والمرشدين المحليين والمراقبين وغير ذلك، على غرار المشاهد في منطقة نيوم التي أصبحت إحدى نقاط الجذب الأولى للسائح في المملكة. بدوره قال الوكيل السياحي خالد باوزير، بحكم عملي في وكالة سياحية ومباشرتي اليومية لهذه النوعية من الأعمال، فأنا على يقين بأن فتح باب التأشيرة السياحية لغرض زيارة المملكة سيحدث نقلة نوعية للنشاط السياحي بالمملكة وخلال فترة قصيرة لن تتجاوز الشهرين ستشاهد إحصائية تدعم يقيني هذا، فقيمة رسوم إصدار التأشيرة السياحية المقدرة ب440 ريالاً تشمل قيمة التأمين الطبي جاءت مناسبة وملائمة وهي تعادل تقريباً نفس القيمة التي يدفعها السائح لأي من دول الشنغن كما أنها ملائمة قياساً بقيمة تأشيرة العمرة أو الحج للمرة الثانية. وتوقع خالد باوزير، أن تشهد السياحة الدينية بالمملكة زيادة كبيرة في عدد القادمين سواء لأداء فريضة العمرة أو لزيارة المدينةالمنورة، مبيناً بأن تلك الزيادة ستسهم بشكل كبير في تحفيز الخدمات اللوجستية التي ينتفع بها القادمون، كالخدمات الفندقية والتي شهدت خلال العامين الماضيين توسعاً كبيراً في مختلف المدن كمدينة جدة التي ينتظر أن تشهد خلال العام 2020 افتتاح حوالي ستة فنادق من الفئة الممتازة. يذكر أن استراتيجية السياحة الوطنية تتضمن السعي لأن تستقبل المملكة 100 مليون زيارة سياحية سنوياً بحلول عام 2030، في مقابل نحو 41 مليون زيارة في الوقت الراهن، وسيكون مقصد السياح القادمون مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم والمواقع التي تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، إضافة إلى المشروعات السياحية الكبرى سواء القائم منها أو الجاري العمل عليه، والعمل على أن تكون المملكة بحلول 2030 واحدة من بين أكثر خمس دول تستقبل السياح على مستوى العالم، بعائدات تصل إلى 10 % بدلاً من 3 % من إجمالي الدخل القومي حالياً، فيما سيصل عدد الوظائف في القطاع إلى مليون وست مئة ألف وظيفة مقابل 600 ألف وظيفة حالياً.