نستذكر البدايات الصعبة لمسيرة النماء والازدهار التي أثمرت بالمنجزات الوطنية العملاقة التي تحققت بفضل إخلاص وإصرار قادة هذه البلاد الغالية على الانتقال بالوطن من بلاد شحيحة الموارد إلى دولة عملاقة تضاهي أفضل الدول المتقدمة.. تبرز ذاكرة الوطن في احتفالنا باليوم الوطني التاسع والثمانين حينما نستذكر بدايات التوحيد على يد أبناء هذا الوطن بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حينما انطلق 60 رجلاً متوجهين إلى مدينة الرياض يحملون في صدورهم قلوباً عامرة بالإيمان بالله، يجمعهم الإصرار والعزيمة على دخول الرياض وتحقيق الوحدة الوطنية. في ذلك اليوم المشهود بدأ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مسيرته بعد دخول الرياض بشجاعة وقوة إرادة وطموح لتنطلق المسيرة الإعجازية التي تحقق على إثرها أمل التوحيد لكافة أرجاء البلاد. ومنذ ذلك اليوم تتابعت المدن والقرى لتدخل في عهدة هذا الوطن الغالي، ولينعم أبناؤه بالأمن والأمان، وبالرخاء والاستقرار. ومنذ ذلك التاريخ، وبالتحديد في الأول من الميزان من كل عام نستذكر مسيرة التوحيد الصعبة والطويلة، وكفاح أجدادنا وتفانيهم في الوصول إلى وحدة كاملة. كما نستذكر أيضاً هذا اليوم التاريخي المجيد الذي توحدت فيه أطراف البلاد شرقها وغربها جنوبها وشمالها تحت راية واحدة هي راية التوحيد، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله تحت مسمى المملكة العربية السعودية، الاسم الذي هو مصدر فخر لنا جميعاً. وفي غمرة احتفالنا بيومنا الوطني نستذكر البدايات الصعبة لمسيرة النماء والازدهار، والتي أثمرت خلال سنوات قصيرة بالمنجزات الوطنية العملاقة التي تحققت بفضل إخلاص وإصرار قادة هذه البلاد الغالية على الانتقال بالوطن، من بلاد شحيحة الموارد تفتقر إلى أبسط المستلزمات الحياتية إلى دولة عملاقة تضاهي أفضل الدول المتقدمة، فبدأت خطط التنمية الشاملة والطموحة لتهيئة البنية التحتية بمشروعات ضخمة جمعت بين بناء الإنسان القادر المتمكن، وتشييد الأوطان في كافة المجالات الحياتية، بعد أن أفاء الله عليها بموارد طبيعية هائلة، فأحسنت استغلالها وتوظيفها لخدمة شعبها وخدمة راية التوحيد لتظل خفاقة إلى الأعلى دائماً في كل رقعة من أرض بلادنا الغالية. ونحن نتحدث عن اليوم الوطني نستذكر أيضاً سيرة أبطال التوحيد الذين سطروا ببطولاتهم مسيرة التوحيد الرائدة بشجاعتهم وإخلاصهم لقيادتهم، فنشأت المملكة وهي تتميز بالتلاحم الفريد بين الشعب والقيادة في ملحمة قل أن نجد مثيلاً لها في تاريخنا الحديث، يجمعهم الحب والتآخي والولاء. ولا ننسى القيم السامية التي قامت على أساسها بلادنا والمعتمدة على أسس التوحيد النقية، والمبادئ السياسية الثابتة التي ساعدت على استمرار استقرارها، وتطورها بالرغم من الاضطرابات والفتن التي أحاطت بها من كل جانب، فظلت قوية شامخة بفضل حكمة قيادتها، وتلاحم شعبها. في أيام الوطن، ومع الفخر بالبدايات، لا ننسى الفخر أيضاً بما نشهده في سنواتنا الأخيرة من نموذج فريد ومختلف في البناء والإصلاح ينطلق من رؤية بعيدة المدى ذات أهداف استراتيجية سامية تتمثل في رؤية المملكة 2030 التي تنظر إلى دمج جميع مكونات هذا الوطن برجاله، وخيراته وتراثه الديني والحضاري في بوتقة واحدة تعتمد على مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، حيث نقف وقفة استقراء ومراجعة صادقة لما قدمناه لهذا الوطن، وما يمكن أن يسهم به كل واحد منا في سبيل خدمة منظومة التطوير الجديدة المتمثلة في الرؤية المستقبلية الشاملة التي يتبناها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمير الشاب الذي يتقد حماساً وحيوية وطموحاً لاستمرار مسيرة النماء والتطور المظفرة منطلقين من معالم وحدتنا الوطنية التي تحققت قبل أكثر من 89 عاماً. ويأتي من أهم وسائل الإسهام في منظومة التطوير الجديدة تقوية عناصر وحدتنا الوطنية، والاستعداد للدفاع عنها، وترسيخ الولاء والانتماء في نفوس أجيال المستقبل ليبقوا دائماً فخورين بمنجزات هذا الوطن المعطاء، مدركين للتضحيات التي قام بها رجاله، للوقوف سداً منيعاً تجاه من يسعى للنيل من هذه الوحدة، أو التشكيك في مكتسباتها سواء من الداخل أو الخارج. ولا شك أن ترسيخ هذه المبادىء يتطلب مبادرات لا تقتصر على الأفراد فقط، ولكنها تمتد لتشمل المؤسسات بكافة فئاتها حكومية أو خاصة. هذه المبادرات ليس المقصود منها الاحتفال في أيام معدودة ثم نسيان ما حدث، فالأمم لا تنهض وتقوى عزيمتها إلا بالإخلاص والعمل الجاد المستمر. ولهذا فإن المقصود من هذه المبادرات أن يكون الإحساس بأهمية اليوم والوطني ومعانيه السامية المتمثلة في الوحدة والتلاحم والرخاء والأمن والأمان ماثلة لنا جميعاً حتى نبقى شوكة في حلق الأعداء المتربصين بنا من كل جانب.. دمت يا وطني عزيزاً شامخاً، ودام عزك في يومك الوطني.. وحفظ الله قيادتنا المخلصة لأبنائها وشعبها.