من الأشياء التي تدعو للفخر والاعتزاز لدينا (أرامكو السعودية) والتي مازالت نموذجاً عالمياً ومفخرة للشعب السعودي من ناحية القوة المالية التي تضاهي بها كبريات شركات العالم بالإضافة إلى الإنتاجية العالية والإمكانات الهائلة، والتي جاءت نتاج دعم واهتمام من القيادة والحكومة على مر التاريخ. العمل الإرهابي الذي وقع في بقيق وخريص كشف للجميع الاحترافية والمهنية لدى كوادر أرامكو في التعامل مع الحادث وخصوصاً فريق الإطفاء في أرامكو وتعاونه مع رجال الدفاع المدني من خلال قدرتهم على إطفاء الحريق خلال أقل من سبع ساعات، رغم ضخامة الاشتعال وتعاملهم مع مواد بترولية وكيميائية قابلة لزيادة رقعة الحريق، بينما نشاهد دولاً تستنجد بجيرانها لإخماد حرائقها وتستمر أياماً، كفانا الله وإياكم شر النيران. تعامل وسائل الإعلام لدينا مع هؤلاء الأبطال لم يكن بالمستوى المطلوب، كان من المفترض أن تتصدر صورهم ولقاءاتهم لن أقول على مدار الأوقات، بل تمنيت أن يحظوا بنسبة 25 % من الاهتمام الإعلامي لدينا مع كرة القدم سواء في نشرات الأخبار والتقارير وسردها على شكل قصة خبرية. مثل هذه الأعمال الإنسانية تتسابق فيها الوسائل الإعلامية لبث لقاءات حصرية مع الفريق الذي شارك بالإطفاء بل يتم وضع سيناريو وبرامج وثائقية وكثير ما نشاهد استغلال مثل هذه الأحداث الطارئة وعرضها في قنوات (ناشيونال جيوغرافيك). "باختصار" .. لدينا الكثير من الإيجابيات والأشياء الجميلة، وتحتاج من صنّاع الرسالة الإعلامية تسليط الضوء عليها، ومن المهنية والاحترافية في السبق الصحفي متابعة صيانة الأضرار في معملي أرامكو والجدول الزمني لانتهائها عبر التقارير الرسومية، حمى الله أوطاننا من كل شر.