تعتبر العلاقات السعودية الإماراتية علاقات قوية وإستراتيجية تهدف إلى دعم المصالح المشتركة بين البلدين، وتشكل صمام الأمان لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الأمن العربي والخليجي، وتعتبر نموذجا فريدا رائدا على مستوى المنطقة، تعززها روابط الدم والإرث والأخوة والمصير المشترك والرؤى الموحدة لما يقارب نصف قرن من التنسيق على كافة المستويات تجاه قضايا المنطقة والعالم، أرسى دعائمها كلاَ من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع أخيه الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراهما. ويعد التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ومشاركة فاعلة من الإمارات أبرز صور التعاون والتلاحم بين البلدين، لما للدولتين من وزن وثقل كبير على المستويين الإقليمي والدولي، ويشكل حائط صد ضد كل المؤامرات التي تهدد المنطقة، حيث أرسى ذلك التلاحم لعلاقات تاريخية أبدية مخضبة بدماء شهداء البلدين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة دفاعا عن الحق ونصرة للشرعية وتعزيزا للأمن والاستقرار، وحفاظا على وحدة اليمن الشقيق في مواجهة الحاقدين وأطماعهم التوسعية. وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا كبيرا، لا سيما بعد تأسيس مجلس التنسيق الإماراتي السعودي، الذي يعتبر بعداً إستراتيجيا لمعالجة التحديات اعتماداً على مصادر القوة في البلدين، لما للمملكة والإمارات من تأثير كبير على الساحتين الإقليمية والدولية في ظل قيادتيهما الرشيدتين التي تتسم بالحكمة والاتزان والحزم والعزم في ذات الوقت. وعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن عمق ومتانة العلاقات السعودية الإماراتية حينما قال إن: «علاقات المملكة والإمارات تجاوزت العلاقات الدبلوماسية والتحمت لتكون علاقة العضيد بعضيده نسأل الله أن يحمي هذا الجسد الواحد». وأكد على قوة تلك العلاقات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حينما قال: «إن دولة الإمارات آمنت دائما أن المملكة العربية السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربي والدول العربية الأخرى». ويطل علينا اليوم الوطني السعودي ال89 هذا العام بحلة مختلفة، فعلى مدار السنوات الماضية قدمت المملكة العربية السعودية إنجازات عظيمة للعالم أثبتت فيها تميزها ومكانتها المؤثرة على الساحة الدولية، إذ شهدت خلال فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله العديد من التطورات في ظل شعار (الحزم والبناء) من ضمنها تنمية الاقتصاد الوطني بالمملكة والعالم من خلال دورها الفاعل في جذب الاستثمارات من مختلف دول العالم وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي. أما على الصعيد السياسي فقد أثبتت المملكة ريادتها للعالمين العربي والإسلامي، ومكانتها التاريخية في قلب العالم الإسلامي لترسيخ السلم العالمي من خلال استضافتها لقمم تاريخية، وكان لها دور فعال على الصعيد العسكري في مساندة اليمن والتصدي لميليشيا الحوثي ضمن عملية عاصفة الحزم. حفظ الله قيادة وشعب المملكة.. وأدام عليهم الأمن والرخاء.