أنجزت شركة أرامكو السعودية أهم الخطى والصفقات في مساعيها لتحقيق رؤيتها لتصبح أكبر منتج متكامل في العالم في قطاعي الطاقة والكيميائيات حيث نجحت بإتمام صفقة استحواذها الكامل على مصفاة "ساسرف" بالجبيل الصناعية بشراء حصة شركة شل العربية السعودية للتكرير المحدودة البالغة 50 % وذلك باستثمار تقدر قيمته بحوالي 2,4 مليار ريال (631 مليون دولار)، وسيتبع عملية الاستحواذ إتمام استلام جميع الموافقات التنظيمية اللازمة. وأكدت أرامكو أن هذا الاستحواذ يدعم خططها في تطوير وزيادة سعة مصافيها، كجزء من استراتيجيتها طويلة الأمد لتحقيق النمو في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، بالنسبة لشركة شل، فإن البيع يأتي في إطار جهود مستمرة لتحقيق التكامل في مجموعة أعمال ومشروعات التكرير الخاصة بها مع المراكز التجارية وقطاع أعمال الكيميائيات. وتسعى أرامكو لتحقيق أهداف بعيد المدى لدفع عجلة النمو عبر تطوير وتعزيز محفظة أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات، وذلك من خلال زيادة إجمالي حصتها من الطاقة التكريرية العالمية من 4.9 ملايين إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم بحلول العام 2030م، على أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل في اليوم من هذه الكمية إلى منتجات بتروكيميائية في أصول جديدة تمثل أضخم المشروعات في العالم لتحويل النفط الخام إلى بتروكيميائيات وسيستهلك هذا الجزء من الأعمال كميات كبيرة من النفط الخام في التكرير والبتروكيميائيات. وتعكف على تنفيذ استراتيجيتها القوية للمشروعات المدمجة المتكاملة للتكرير والكيميائيات لتشمل كافة مصافيها المحلية والدولية ودمجها مع مجمعاتها للكيميائيات بما يحقق أكبر الوفورات في تكاليف التشغيل والإنتاج والاستخدام الأمثل للقيم، وسوف ترفع الصفقة إجمالي استثمارات أرامكو في مشروعات التكرير والبتروكيميائيات المدمجة إلى نحو 250 مليار ريال تشمل مصفاة "ساتورب" بالتحالف مع توتال بتكلفة 88 مليار ريال، منها قيمة 50 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تم إنجازها وقيمة 38 مليار ريال للمرحلة الثانية التي تضيف الكيميائيات للتكرير مع تكلفة المشروعات التي سيجذبها، وشركة "بترورابغ" والتي أنجزت مرحلتين بحجم استثمارات مجتمعة بقيمة حوالي 74 مليار ريال منها 40 مليار ريال للأولى و34 مليار للثانية، وشركة "صدارة" بالتحالف مع داو بتكلفة 75 مليار ريال، إضافة استثمارات "ساسرف" بحوالي 10 مليارات ريال. وتخطط أرامكو باستحواذها الكامل على مصفاة "ساسرف" بطاقتها الإنتاجية البالغة 305 آلاف برميل يومياً ما يزيد على 111 مليون برميل سنوياً، لفتح آفاق أوسع لإنفاذ استراتيجيتها في دمج التكرير مع الكيميائيات لتحقق أعلى قيمة وتجانس للمشتقات النفطية والمنتجات العطرية والكيميائية ضمن سلسلة لقيم متشابكة متشعبة مولدة لمنتجات متخصصة مبتكرة حيث تساهم هذه المشروعات في خفض التكاليف في التشغيل وإمدادات الخام والتوسعات المستقبلية. وبحصولها على الملكية الكاملة للمشروع ستعكف أرامكو على دمجه في محفظة أعمالها المتنامية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وستواصل "ساسرف" أداء دورها الرائد في أعمالها في مجال التكرير والكيميائيات. وتفرض "ساسرف" منافستها الدولية من بين أفضل 10 مصافٍ في العالم لتكرير مشتقات النفط عالية الجودة من خام الزيت العربي الخفيف والغاز الطبيعي والذي تورده أرامكو للمصفاة لإنتاج مشتقات نفطية تشمل غاز البترول المسال والكبريت الذي تصدرهما لأرامكو، والبنزين العطري تصدره إلى شركة "صدف" التابعة لشركة "سابك"، وجزء من الكيروسين المعالج تصدره إلى شركة فارابي للبتروكيميائيات عن طريق الأنابيب. في حين تصدر منتجات "ساسرف" الأخرى وتشمل النافثا والكيروسين والديزل منخفض الكبريت وزيت الوقود عن طريق السفن، حيث تضخ هذه المنتجات من خلال سبعة أنابيب مخصصة لهذا الغرض إلى منطقة الخزانات، ليتم تخزينها في خزانات منفصلة، لإجراء عمليات المزج النهائي قبل تصديرها إلى الأسواق العالمية عبر مرسيين خاصين للمصفاة في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، حيث نتج عن هذه المشاركة القوية تحقيق أكبر تكامل للتكرير والكيميائيات.