بعد أن نجحت شركة أرامكو السعودية خلال الأيام الماضي من احتواء أضرار الهجمات على معملي بقيق وخريص واستعادت 40 % من الإنتاج المفقود في المعروض العالمي، طمأن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان العالم بقدرة المملكة على استعادة النسبة المتبقية 60 % من الإنتاج المفقود من عدة حقول أخرى، في الوقت الذي كانت شركة أرامكو قد استعدت جيداً لمواجهة مثل هذه الظروف، حيث عكفت على توسعة وتطوير عدد من الحقول النفطية المتقادمة البرية والبحرية لزيادة إنتاج النفط الخام والغاز، إذ شددت الشركة في نتائج أعمال النصف الأول من 2019 بأنها حافظت على مكانتها البارزة كإحدى الشركات العالمية الموردة للطاقة والجديرة بالثقة، حيث بلغ إنتاجها من إجمالي المواد الهيدروكربونية 13,2 مليون برميل من المكافئ النفطي في اليوم خلال النصف الأول من عام 2019، في وقت لم تغفل أرامكو جانبا التنقيب والاستكشاف حيث واصلت الشركة نجاحها باكتشاف حقل للغاز وسبعة مكامن بالإضافة إلى أربع نجاحات في تحديد مكامن للنفط والغاز. وسعت "أرامكو" بكامل قواها للحفاظ على مكانتها المهيمنة بوفرة إمداداتها النفطية الثابتة ومستوى معتدل مستقر لسقف إنتاجها السنوي حيث بدأت الشركة برامج زيادة الإنتاج من حقلي المرجان والبري والتي من المتوقع أن تسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للحقول بمقدار 550 ألف برميل في اليوم من النفط الخام العربي الخفيف المتوسط و2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز تشمل إنتاج 360 ألف برميل من سوائل الغاز الغنية بالإيثان والمكونات الأثقل، وبقيمة إجمالية للعقود بلغت 67,5 مليار ريال، ويشمل برنامج حقل المرجان إنشاء معمل غاز في منطقة تناقيب. وارتكز العمل في برنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان على مشروعات متكاملة لزيادة إنتاج النفط الخام والغاز المصاحب، والغاز غير المصاحب، وغاز أعلى المكمن من حقل المرجان المغمور، حيث يجري إنشاء معمل بحري حديث لفصل الغاز عن الزيت، و24 منصة بحرية للنفط والغاز وحقن المياه، إضافة إلى توسعة مرافق معالجة النفط المركزية في منطقة تناقيب، وإنشاء معمل متكامل لمعالجة الغاز فريدٌ من نوعه في المملكة، وكذلك مرافق مخصصة لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي وتجزئتها، ومرافق لبيع وحقن الغاز، ومعمل إنتاج مزدوج لتوليد الطاقة الكهربائية، وآخر لتحلية المياه، وإنشاء خطوط أنابيب نقل جديدة للنفط الخام والمنتجات الأخرى إلى منصات التصدير والمستهلكين المحليين، وكذلك توسعة الحي السكني لاستيعاب الموظفين الناتج عن توسع أعمال الشركة في منطقة الأعمال الشمالية. ويهدف برنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان إلى رفع حجم إنتاج النفط الخام العربي المتوسط بمقدار 300 ألف برميل في اليوم، فيما يهدف برنامج حقل البري إلى زيادة الإنتاج بواقع 250 ألف برميل من النفط الخام العربي الخفيف في اليوم ويشتمل البرنامج على إنشاء معمل جديد لفرز الغاز عن النفط، في جزيرة أبو علي لمعالجة 500 ألف برميل من الخام العربي الخفيف في اليوم، إلى جانب إنشاء مرافق إضافية لمعالجة الغاز في معمل الغاز في الخرسانية، لمعالجة 40 ألف برميل من مكثفات المواد الهيدروكربونية المصاحبة، ويتضمن البرنامج إنشاء محطة حقن مياه، وجزيرتيّ حفر صناعيتين و11 منصة نفط وحقن مياه بحرية و9 مواقع برية لإنتاج النفط وتوريد المياه. أما معمل الغاز في الفاضلي قدرت أرامكو أن تبلغ طاقة معالجته للغاز الخام 2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم عند بدء تشغيله، ويسير هذا المشروع وفق الجدول الزمني المحدد لبدء التشغيل في وقت لاحق من عام 2019، ومن المتوقع لهذا المشروع أن يصبح مكوناً أساسياً في شبكة الغاز الرئيسة التابعة للشركة، كما أنه يشكل جزءاً من استراتيجية الشركة لتحقيق زيادة كبيرة في إنتاجها من الغاز. وتوقعت أرامكو إتمام كافة الأعمال الإنشائية لمشروع معمل الفاضلي العملاق للغاز والكهرباء وإنجازه بنهاية 2019، ليساهم بالوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعبة قياسية بحلول 2020، حيث يؤمل من هذا المعمل الواقع شمال الجبيل بأن تساهم هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي بدعم جذب مزيد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، والألومنيوم، والبتروكيميائيات، وتحلية المياه، وإنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى. وترى أرامكو بأن مشروع معمل غاز الفاضلي يمثل امتداداً لمشروعات أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020 وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات وتطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة وفق رؤية المملكة 2030، ويتلقى معمل الفاضلي الغاز غير المصاحب لمعالجته من إمدادات حقل الحصباة البحري الذي يدعمه بطاقة ملياري قدم مكعبة قياسية، ومن حقل الخرسانية البري بطاقة 500 مليون قدم. وينتج معمل الفاضلي 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، و4.000 طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، في وقت تنظر أرامكو لهذا المشروع بأهمية استراتيجية في موقعه في منطقة كثيفة استخدام الطاقة وبكونه أضخم مشروعاتها للغاز والكهرباء الحديثة الجاري تشييدها حالياً ويمثل جزءا أساسيا من شبكة الغاز الرئيسة بالمملكة حيث يساهم مع معملي واسط ومدين في إضافة أكثر من خمسة مليارات قدم مكعبة قياسية من قدرة معالجة الغاز غير المصاحب سعياً لتوفير إمدادات أمنة ومستقرة من اللقيم للصناعات البتروكيميائية وغيرها ومصادر الطاقة في المملكة. أعمال تطويرية هائلة لحقل المرجان لزيادة إنتاجه بمقدار 300 ألف برميل يومياً