لم يبق على نهاية برنامج التحول الوطني 2020 سوى أشهر قليلة، والحقيقة أن المؤشرات تشير إلى تباطؤ في بعض الجهات وسنأخذ مثالاً على ذلك وهو فيما يخص البيئة والزراعة التي صرحت بزراعة أكثر من عشرة ملايين شجرة لكن لم تكن النتائج على النحو المأمول والمحقق لبرنامج التحول على الرغم من البرامج والخطط التي رسمت لتحقيق ذلك الرقم في سبيل تنمية مستدامة للمراعي والغابات والمتنزهات ومكافحة التصحر، وإعادة تأهيل الغطاء النباتي لبعض المناطق المستهدفة التي سبق تحديدها على نحو يتماشى مع أهداف وطموحات التحول، وكذلك رؤية المملكة 2030. فليس من المعقول أن تكون دولة مثل أثيوبيا تزرع 350 مليون شجرة في ساعة واحدة ونحن نعجز عن زراعة عشرة ملايين في أربع سنوات؟ لذا فإنه بات من الضروري فتح المجال لطرح بعض الحلول على غرار ما سنذهب إليه، وذلك بعمل جاد وطموح يضخ إكسير الحياة في هذا الوطن الغالي الذي يستحق منا بكل جدارة أن نعمل على القفز به إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً وتحضراً. فمن الحلول: تُكلف الجهات وفروع وزارة البيئة والمياه والزراعة بوضع لوحات ثابتة بتفاصيل مشروعات مبادراتها المراد تنفيذها ومدتها وعدم تنظيم ما يسمى ب"تدشين" بل يبدأ العمل فعلياً لأنه وبكل بساطة، جزء من مهام الوزارة وإذا أصبح واقعاً عند ذلك يتم إبرازه والتنويه به. لقد أصبح من الملاحظ في زمن الإعلام اليوم أن في عملية التدشين والفلاشات ونشر أخبار ما تنوي الجهات عمله نوعاً من "التخدير الإنجازي" المسكن، فالمسؤول إذا أبرز هذا بداية، ظن وهو لا يشعر أن ما هو مطلوب منه قد أُنجز ببلوغ خَبَره الوزارة والمواطن فيصيبه مرض الإنجاز الوهمي فيرى أنه أنجز، ثم يبدأ بفكرة أخرى يستدر بها الفلاشات ودواعي الإنجاز الموهوم، وهكذا دون أن يرى المواطن طحيناً على أطراف الرحى التي لم تتوقف عن الدوران وإحداث الجَلبَة. كما يجدر بنا أن نطرح رأياً نراه يخدم عملية المبادرات وتحقيق أهدافها بكل جدارة واقتدار ومن منطلق "اعط القوس باريها" وهو أن يتم عمل حصر للناشطين البيئيين أو من هم عرفوا بحبهم الفطري للبيئة، وتفانيهم في خدمتها وتنفيذ مبادرات لم تطلب منهم وبجهودهم الذاتية وهم كثر في بلادنا ومعروفون من خلال مشروعاتهم الحيوية التي قاموا وأشرفوا عليها، وهم معروفون أيضاً من خلال منصات التواصل الاجتماعي (القروبات، والروابط الخضراء) المهتمة بالشأن البيئي والزراعي، وتتم الاستفادة من قدراتهم وهممهم العالية كمتعاونين مع وزارتي البيئة والشؤون البلدية وبمكافآت مجزية أمثال: سليمان الصعب، سليمان الكريشان، الفراج، وعبيد العوني وغيرهم كثير جداً سيتم التعرف عليهم والوصول إليهم من خلال القنوات التي أشرنا اليها.