بتوجيهات كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حطت أمس الاثنين في مطار الخرطوم أولى طائرات الجسر الجوي السعودي لإغاثة المتضررين من الأمطار والسيول في عدد من الولايات السودانية لتضيف إلى ما قدمته المملكة خلال الأيام الماضية من مساعدات إغاثية عاجلة استجابة لما تعرض له المتضررون من الشعب الشقيق. سودانيون: المملكة جار قريب يقف دائماً مع شقيقه ساعة الضيق وسيرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية طائرتين إغاثيتين للمتضررين، تحملان على متنهما عدد 1000 خيمة وعدد 6000 بطانية وعدد 2000 بساط، بالإضافة إلى مواد طبية. وسيتم توزيع المساعدات عن طريق شريك المركز المنفذ بالتنسيق مع سفارة المملكة في الخرطوم في ولايات كل من الخرطوم، والنيل الأبيض، ونهر النيل) علما بأنه سيرافق الطائرات فريق مختص من المركز للإشراف على عملية توزيع المساعدات على المتضررين في الولايات المستهدفة. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في تصريح صحفي أن الجسر الإغاثي الذي انطلق أمس يأتي تنفيذا للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - بتقديم الإغاثة العاجلة للأشقاء السودانيين الذين تعرضت بلادهم بعد دخول موسم الأمطار إلى سيول كبيرة تسببت في سقوط أبنية وقطع للطرق وزيادة في منسوب مياه النيل وتكوم برك من المياه الراكدة مما نتج عنها تكاثر الأوبئة والحشرات وتسببت في أمراض مصاحبة مثل انتشار مرض الملاريا. وأكد معاليه أن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله- يؤكد الحرص على الشعب السوداني الذي يكن له الملك المفدى كل تقدير واحترام، مبينًا أن هذه المساعدات تبرز الدور المحوري للمملكة على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا بكل حيادية، سائلا المولى عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية وأن يجزي مملكة الإنسانية خير الجزاء ويرفع عن الأشقاء السودانيين هذه الجائحة. ووصلت الطائرة الأولى يوم الاثنين، وتتبعها الثانية مباشرة اليوم الثلاثاء الموافق الثالث من شهر سبتمبر الجاري. وسيكون في استقبال الطائرتين بمطار الخرطوم عضو من مجلس السيادة والسفير وطاقم سفارة خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم ومنظمة الاغتنام والتنمية البشرية الشريك الرئيس لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووزارة الصحة السودانية ومفوضية العون الإنساني. ويأتي الدعم السعودي المتواصل هذه المرة والسودان يستشرق عهدا جديدا ثبتت المملكة أركانه بدعوماتها التي لم تنقطع من خلال منحة مشتركة مع دولة الامارات الشقيقة ب3 مليارات دولار منها دعم عيني تمثل في شحنات من القمح ومعينات لدعم الموسم الزراعي وصلت بالفعل إضافة إلى مبلغ 500 مليون دولار أودعت في البنك المركزي لمعالجة الضائقة التي يعاني منها الاقتصاد السوداني. ويقول راعي منظمة الاغتنام والتنمية البشرية التي ستقوم بعمليات وصول المساعدات للمحتاجين د. عبدالله أحمد التهامي ل»الرياض» أن علاقات السودان والمملكة ظلت حية وقوية في كل الظروف والأحوال التي مر بها السودان، وفي كل الضوائق والحاجات الإنسانية مثل النزوح والسيول والفيضانات والجفاف والتصحر. ويضيف «لقد ظلت واقفة على هذا العمل الإنساني لم تتأثر بنوع الحكم وإنما بالعلاقات الأخوية الأزلية القائمة على الدين والمشاعر وظلت فيوضها في هذا المجال تتدفق على العالم قاطبة وعلى السودان بصفة خاصة». ويرى أن الجسر الجوي السعودي ليس بمستغرب وإنما هو استجابة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للوقوف مع أهل السودان في محنتهم من تأثير السيول والفيضانات وفقدان لآلاف الأسر في المأوى والممتلكات. ويضيف التهامي «هذه الوقفة جاءت عاجلة ومميزة شملت الإيواء والغذاء والدواء والغطاء»، ويقول «تحمل هاتان الطائرتان اللتان تمثلان الجسر الجوي بين الرياضوالخرطوم ألف خيمة وستة آلاف بطانية وألفي بساط وكميات مقدرة من الأدوية والمحاليل الطبية إلى جانب ألف وخمس مئة سلة غذائية». ويوضح أن منظمة الاغتنام أعدت العدة لتسير هذه القوافل لولايات نهر النيل والنيل الأبيض والخرطوم حيث سيكون نصيب النيل الأبيض 40 % و35 % للخرطوم و25 % ستذهب إلى ولاية نهر النيل، مشيرا إلى أن التوزيع سيتم بالتنسيق مع حكام الولايات المعنية والإدارات الشعبية ولجان الطوارئ في هذه الولايات لتحديد أكثر المناطق وأكثر المواطننين تضرراً وحوجة. ويختم التهامي بقوله «جزا الله ملك الإنسانية الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خير الجزاء والقيادة والشعب السعودي وشريكنا الرئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لما ظلوا يقدموه لأشقائهم في السودان». ومن جانبه يقول المحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين ل»الرياض» إن المملكة قيادة وشعباً ظلت على الدوام هي الأقرب لمساعدة الشعب السوداني وليس بعيد عن ذاكرة السودانيين مساهماتها المقدرة في فيضان العام 1988م والفيضانات والظروف الطبيعية اللاحقة على مر الأزمان والسنين. ويعتبر أن الجسر السعودي يعكس مدى متانة العلاقات الشعبية بين البلدين الشقيقين وهو جسر سيكون له دور كبير في تخفيف معاناة عدد كبير من الأسر التي تضررت جراء الفيضانات والسيول. ويقول محي الدين «يحمد لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اهتمامه بتنويع الخدمات الإغاثية لتشمل احتياجات الإيواء والمعينات الطبية وهو بذلك سيسد عجزاً مهماً في هذين المحورين وبالتالي يتكامل دوره مع جهود الإغاثة المحلية والعربية الهادفة لمساعدة المتضررين» ويضيف بقوله «هذا الموقف السعودي الكريم يجد تقديراً كبيراً من شعب وحكومة السودان ويسهم في تعميق علاقة البلدين التاريخية الضاربة في الجذور وتعزيز أواصر هذه العلاقة في المجالات المختلفة». ويعتقد محي الدين من دلالات هذا الدعم السعودي أنه يأتي في وقت يعاني فيه السودان من ظروف اقتصادية ضاغطة وتحولات سياسية مهمة كما أنه يستكمل دورا سعوديا في دعم الاقتصاد السوداني في أعقاب إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. ويقول إن هذا الجسر يعطي إشارة قوية بأن المملكة تدعم عملية الانتقال في السودان وتحترم إرادة الشعب السوداني وتعمل على دعم أمن البلاد واستقرارها. ويؤكد أن هذا الجسر الجوي يدعم الدور الذي قام به سفير خادم الحرمين الشريفين في السودان علي بن حسن جعفر الذي زار قبل أيام بنفسه المناطق المتضررة في السيول والفيضانات في شمالي العاصمة الخرطوم وهو دعم وجد صدى كبيرا لدى المواطنيين في تلك المناطق. من جهته يؤكد المحلل السياسي السوداني الشيخ يوسف الحسن أن الجسر الجوي السعودي يؤكد على أن العلاقات السعودية - السودانية علاقات خاصة تتخطى الحدود الجغرافية لعمقها التاريخي كونها علاقة أخوة ودين وعروبة ووشائج حميمة. ويشدد على أن هذا الجسر يبرهن أنها «هي الجار القريب الذي دائماً مايكون موجوداً مع شقيقه في ساعة الضيق». ويختم الحسن بقوله «هكذا تتم الأعمال الإنسانية العظيمة في تاريخ الأمم والشعوب بفضل الله تعالى ثم برعاية وتوجيه الرجال العظام مثل الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.