في تقريرها الصادر بتاريخ 20 أغسطس (قبل عشرة أيام) بعنوان: إيرادات أوبك من تصديرهم للبترول تُقدرُ إدارة الطاقة الأميركية (eia) المبالغ السنوية التي حصلت وستحصل عليها دول أوبك من تصديرهم للبترول خلال العشرين سنة (الأعوام: 2000 - 2020). من الواضح للعيان (من الرسم البياني الوارد في التقرير) أن العامل الأول والحاسم في ارتفاع أو انخفاض إيرادات دول أوبك من تصديرهم للبترول هو سعر البترول؛ فعندما يرتفع سعر البترول الخام ترتفع تلقائياً إيرادات دول أوبك من تصديرهم للبترول، وعندما ينخفض سعر البترول الخام تنخفض تلقائياً إيرادات دول أوبك من تصديرهم للبترول. لقد بلغت إيرادات دول أوبك أعلى مستوى في تاريخها، فتجاوزت إيراداتها 1.1 تريليون دولار العام 2012 بسبب ارتفاع سعر البترول إلى مستوى غير مسبوق في التاريخ، حيث وصل سعر البترول 111.67 دولاراً للبرميل (برنت) العام 2012. بينما انخفضت إيرادات دول أوبك العام 2016 إلى 400 مليار دولار (أي أقل من 40 % من إيرادات العام 2012) بسبب انخفاض سعر البترول إلى 43.73 دولاراً. وفقاً للتقرير لقد بلغ إجمالي إيرادات دول أوبك 711 مليار دولار العام 2018، وكان نصيب المملكة 237 مليار دولار (أي الثلث من إجمالي الإيرادات)، ثم تأتي بقية دول أوبك مرتبة من الأكبر إلى الأصغر كالتالي: العراق 91 مليار دولار، الإمارات 74 مليار دولار، إيران 67 مليار دولار، الكويت 61 مليار دولار، نيجيريا 42 مليار دولار، أنغولا 37 مليار دولار، الجزائر 30 مليار دولار، فنزويلا 27 مليار دولار، ليبيا 21 مليار دولار، الكونغو 8 مليارات دولار، إكوادور 6 مليارات دولار، ثم الغابون وغينيا الإكواتورية 5 مليارات دولار لكل واحدة منهما. ثم يتوقع التقرير - بنظرة تشاؤمية - أن تنخفض إجمالي إيرادات دول أوبك من تصديرهم للبترول للعامين 2019 و2020 على التوالي، فتنخفض الإيرادات إلى 604 مليارات دولار للعام 2019، ثم تنخفض مرة أخرى إلى 580 مليار دولار للعام 2020. بالمقارنة تاريخياً نجد أن إيرادات دول أوبك من تصديرهم للبترول كانت لا تتجاوز 200 مليار دولار العام 2002، لكن استمرت الإيرادات بالتزايد سنة بعد سنة إلى أن وصلت 900 مليار دولار العام 2008، ثم فجأة انخفضت إلى 600 مليار دولار العام 2009، ثم بدأت تنتعش إلى أن وصلت ذروتها 1.1 تريليون دولار العام 2012، ثم انهارت مرة أخرى بسبب انهيار أسعار البترول نتيجة إغراق أوبك للسوق بحجة دفاعها عن حصتها. الخاتمة: تتكون أوبك الآن من 14 دولة من شتى بُقاع القارات يجمع بينها البترول رغم الاختلافات (والخلافات) الكبيرة - التي تثور أحياناً - بين بعضها البعض، لكن ستبقى أوبك المنظمة الفريدة الصّامدة مدى التاريخ مهما وُجّهت إليها الطعنات.