لا يمكن القول عن حيوان السمندر إنه ينافس غيره من الحيوانات في سرعة النمو، حيث إن نموه وعملية الأيض لديه بطيئة جدا، مما يجعله لا يشيخ، ويتمتع بمعدل عمر تحلم به حيوانات أخرى، حسبما أوضح الباحثون في دراسة نشرها العدد الأخير من دورية "بروسيدنجز ب" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم. وقال الباحثون إن حتمية التقدم في العمر لدى حيوان السمندر أقل مما كان يعتقد حتى الآن. ومن المعروف أن الكائنات الحية الكبيرة تعيش فترة أطول من الكائنات الصغيرة، وهو ما ينطبق على معظم أنواع الحيوانات. ولكن حيوان السمندر من بين الاستثناءات القليلة لهذه القاعدة، حيث يمكن أن يصل عمره في الحياة البرية إلى 30 عاما، مثل عمر حيوانات ثدية كبيرة، الدببة البرية، على سبيل المثال. كما أنه من المعروف عن زواحف السمندر أن معدل تكاثرها ضئيل، وأنها تنمو طوال حياتها، وكذلك تمتلك القدرة على تعويض أطرافها وأعضائها. وحلل الباحثون تحت إشراف هوجو كايولا، من جامعة لافال البحثية بمدينة كيبيك الكندية، بيانات ثلاثة أنواع من مجموعة السمندر الحقيقي، وذلك لتفسير لغز ارتفاع متوسط الأعمار لدى أنواع هذا الحيوان. ويعتقد الباحثون أن عملية الهِرم لدى السمندر تسير ببطء شديد لدرجة يمكن معها تجاهل عامل السن في هذا السياق، وذلك لعدة أسباب، بينها انخفاض معدلات الأيض، وتحول الغذاء إلى طاقة، وارتفاع قدرة تجديد الخلايا لدى هذا الحيوان، حسبما يرجح الباحثون.