أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فرنسا على هامش قمة مجموعة السبع حصلت بموافقته الكاملة. وبدت الزيارة المفاجئة التي قام بها ظريف الأحد إلى بياريتس (جنوب غرب فرنسا) بمثابة انعطاف في هذا الملف المتفجّر حتى لو أن الموفد الإيراني استُقبل في البلدية وليس في موقع انعقاد القمة وأنه لم يلتقِ إلا الرئيس الفرنسي ونظيره الفرنسي جان-إيف لودريان الذي كان التقاهما الجمعة في باريس. لكن هذه الزيارة وافق عليها الرئيس الأميركي الذي قال إن ماكرون "طلب موافقتي. قلت له: إذا كان هذا ما تريده، فامض قدماً"، وأضاف "كنت على علم بكل ما كان يقوم به (ماكرون) ووافقت". في المقابل، لم يرغب ترمب في لقاء وزير الخارجية الإيراني الذي تفرض الولاياتالمتحدة على بلاده منذ الأول من أغسطس عقوبات قاسية، معتبراً أنه "من المبكر جداً" عقد لقاء معه. وأكد ظريف أنه دُعي مؤخراً للقاء الرئيس الأميركي في البيت الأبيض إلا أنه رفض الأمر، وفق قوله، وتحدثت الصحافة الأميركية أيضاً عن الأمر. ولطالما أبدى ترمب من جهته استعداده لمناقشة طهران، رغم اتباعه استراتيجية ممارسة "الضغوط القصوى" بشأن الملف النووي الإيراني وتصاعد التوترات العسكرية التي تثير الخشية من اندلاع نزاع في الخليج. وأشار ترمب في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى "وحدة صف كبرى" في مجموعة السبع إزاء إيران، خصوصاً بشأن الهدف المشترك المتعلق بضمان عدم حيازتها أسلحة نووية. من جهتها، قالت ميركل إن المفاوضات المتعلقة بتحقيق الهدف "تسير ببطء" مشيرة إلى أن مجموعة السبع قامت ب"بخطوة كبرى إلى الأمام" خلال المحادثات مع طهران على هامش القمة. وأكدت ميركل أن مباحثات الأحد تمت "بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، وهذا أمر مهم". وأكد ترمب "لا نسعى إلى تغيير النظام" في طهران مضيفا "نريد أن تكون إيران غنية مجدداً" و"ألا تكون نووية"، ويطالب ترمب بإبرام اتفاق جديد ملزم أكثر. تهدئة مع الصين في ما يخصّ الحرب التجارية مع الصين، بعث الرئيس الأميركي أيضاً بمؤشرات إيجابية معلناً أن المفاوضات مع بكين ستُستأنف "قريباً جداً" رغم تجاذب جديد الجمعة حول الرسوم الجمركية. وقال ترمب "اتصلت الصين الليلة الماضية (...) قالت +لنعد إلى طاولة المفاوضات+ إذاً (...) سنبدأ التفاوض من جديد قريباً جداً". وأكد ترمب أنّ الصينيين "يريدون التوصل إلى اتفاق (...) أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق". وتعرّض ترمب لضغوط من جانب نظرائه في مجموعة السبع للتصرّف من أجل تجنّب أن يؤدي هذا النزاع إلى تدمير الاقتصاد العالمي. وفي اليوم الأخير من القمة، تطرّق قادة الدول السبع الكبرى (فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والولاياتالمتحدة وكندا واليابان) الاثنين إلى الحرائق التي تنهش غابة الأمازون، رئة الأرض. وتعرّض ماكرون لسيل من الإهانات في البرازيل بسبب تحرّكه في ملف الأمازون. فوصفه وزير التعليم البرازيلي بأنه "انتهازي أبله". ملف الأمازون في ما يخصّ الأمازون، أعلن ماكرون والرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا عقب جلسة مخصصة للبيئة خلال القمة أن قادة مجموعة السبع تعهّدوا خلال قمة بياريتس بتقديم مساعدة طارئة قدرها عشرين مليون دولار لإرسال طائرات مجهزة بقاذفات مياه لمكافحة حرائق غابة الأمازون. أما بالنسبة للضريبة على الشركات الأميركية العملاقة في مجال الإنترنت وهو موضوع خلافي بين ترمب وماكرون، فقد أعلن ترمب أن باريس وواشنطن "تقتربان" من التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.