قطار المشاعر واحد من أهم الخدمات التيسيرية التي قدمت للحجاج؛ لمساعدتهم في أداء مناسكهم وتيسير حركة التنقل بين المشاعر الرئيسة الثلاثة (عرفات، ومنى، ومزدلفة)، وقد ساعد بشكل كبير في معالجة مشكلة الاختناقات المرورية والحد من أزمة بقاء الحجاج في الحافلات لساعات طويلة أثناء التنقل بين المشاعر المقدسة، على الرغم من طبيعة المكان الذي يتم فيه التعامل مع هذه الأعداد الهائلة من الحجاج في وقت واحد فالقطار يربط المشاعر ببعضها ولا تتجاوز مدة الرحلة الواحدة بين تلك المشاعر سوى دقائق معدودة، ويبلغ طول الخط الحديدي (18.2) كيلومتراً، ويضم (9) محطات ويتكون من (12) عربة، تؤدي دوراً رائعاً في تسهيل عملية التنقل. ولا شك أن الجهات المسؤولة عن الحج رغم النجاح والتميز الذي تحقق في موسم الحج بفضل الله تعالي، ومن ثم إشراف ومتابعة القيادة - أيدها الله -، وجهود المخلصين من كافات الجهات، تحرص في كل عام على تقييم خططها وتضع الحلول من أجل تقليص حجم المعوقات التي قد تطرأ وتعمل على تعظيم الاستفادة من الإمكانات الموجودة، ومن هذا المنطلق وحيث يسر الله لي في هذا العام تأدية فريضة الحج، وقد منّ الله علينا بأداء الحج والعيش آمنين مطمئنين في أيام إيمانية في ظل توفر خدمات لا مثيل لها، إلا أنني لاحظت رغم التسهيلات الموجودة صعوبة توفر وسائل النقل من منى إلى الحرم، لذا اتطلع من المعنيين بشؤون الحج دراسة مقترح مدّ مسار قطار المشاعر من منى عبر منطقة الششة، من خلال طريق المسجد الحرام والتقائه بطريق الملك فهد وصولاً إلى الأرض المخصصة لموقف الحافلات في (شعب عامر - باب غزة) بحيث يتم إنشاء محطة مشتركة للقطار والحافلات، حيث سيسهل هذا الأمر على الحجاج وصولهم من وإلى المسجد الحرام أثناء تأدية مناسهكم في طواف القدوم وكذلك الإفاضة والوداع، وسيساعد في تخفيف حركة الازدحام المروري الحاصلة، فالدولة توجه الدعم سنوياً لضخ المشروعات التي تيسر على الحجاج أداء فريضتهم إلى حدها الأعلى، وليتواكب مع جهود تطوير وتحسين تجربة ضيوف الرحمن في رحلة الحج في ظل رؤية المملكة 2030. * متخصص في التخطيط العمراني والتنمية