جرت تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي قبل أكثر من أسبوع في ظروف لم تفصح ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران عن تفاصيلها وحيثياتها، لكنها منذ ذلك الحين وهي تشن حملات اختطاف واسعة في صفوف المدنيين اليمنيين، لم تسلم منها حتى النساء، تحت ذريعة البحث عن المتهمين بعملية التصفية. وقالت مصادر محلية يمنية ل "الرياض" إن حملة الاختطافات الحوثية مستمرة في صنعاء ومحافظة إب إضافة إلى المديريات التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية في محافظة تعز، وتركزت بشكل أكبر في عزلة الأعروق التابعة لمديرية حيفان بمحافظة تعز، حيث تتهم الميليشيا أحد أبنائها بالمشاركة في تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي. اختطاف نساء أكدت المصادر أن الميليشيا داهمت العديد من منازل المواطنين في قرية عكابة في عزلة الأعروق، واختطفت عشرات المدنيين، بينهم عدد من النساء والأطفال وكبار السن، وفي مقدمتهم والد المواطن عزت عبدالهادي الذي تتهمه الميليشيا بالمشاركة في تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي، كما اختطفت زوجته وجميع إخوانه إضافة إلى عدد من جيرانه. وتواصل عناصر "الأمن الوقائي الحوثي" مداهمة منازل السكان على نحو متكرر في "منطقة حدة" بصنعاء، وأثارت الرعب في نفوس النساء والأطفال، وقامت باختطاف العشرات من المدنيين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، ورفضت الإفصاح عن مصيرهم. محاولة تغطية قال ناشطون يمنيون إن حملات الاختطاف الواسعة التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية في صفوف المدنيين، تسعى للتغطية على الصراعات الداخلية التي تعصف بالميليشيات، ولصرف أنظار قواعدها وأنصارها عن تصدع الدوائر القيادية ودعم قدرتها على حماية رموزها وسط تفشي الخيانات المتبادلة في الصفوف القيادية العليا داخل الجماعة. وأشار الصحفي اليمني، محمد أنعم، إلى أن زعيم الحوثيين يحاول بطريقة مفضوحة إخفاء احتدام الصراع بين أجنحة عصابته، مؤكداً تزايد صراع الأحنجة ووصوله إلى الذروة. ورفضت قيادة الميليشيات الكشف عن تفاصيل وحيثيات وأبعاد مصرع إبراهيم الحوثي -شقيق زعيم الميليشيا عبدالملك بدر الدين الحوثي- لكن المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أكد أنه تعرض لتصفية بعملية داخلية نتيجة صراع أجنحة الميليشيات وخلاف بين القيادات، وأشار إلى أن "عملية تصفية شقيق زعيم الميليشيات تمت في أحد معاقل الحوثيين في حي حدة في صنعاء، موضحًا أن القيادات الإرهابية الحوثية دأبت على الخيانات فيما بينها بعمليات التصفية بالقتل والسحل. تكريس مظلومية وزعم عبدالملك الحوثي خلال خطابه الأخير، أن التحالف العربي يقف وراء تصفية شقيقه الأصغر، إبراهيم بدر الدين، مشيراً إلى أن شقيقه كان يتحرك بأنشطة ذات طابع خيري في محاولة منه لاستجلاب التعاطف وتكريس مظلومية جديدة. لكن مزاعمه أثارت سخرية واسعة في أوساط الناشطين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشاروا إلى أن عبدالملك الحوثي، يعتبر الحرب الانقلابية وارتكاب جرائم القتل والخطف والتعذيب "أنشطة خيرية". وفي حديث ل "الرياض" تعليقاً على ردة فعل عبدالملك الحوثي خلال خطابه الأخير، سخر الناشط اليمني، وائل قاض، من "بكائية الخطاب ومزاعمه التي تؤكد أن شقيقه الأصغر كان يتحرك في أنشطة ذات طابع خيري واعتبرها محاولة ساذجة لغسل مشاركة شقيقه في الحرب الانقلابية على اليمنيين وفي ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق سكان صعدة وعمران وتعز، وبهدف تبييض عمالته لإيران وذراعها "حزب الله" الإرهابي. تأريخ حافل بالجرائم قال أحد أقارب المختطفين في سجون ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ل "الرياض" إن إبراهيم بدرالدين الحوثي، كان يتردد باستمرار على سجن الأمن السياسي في صنعاء، ويقوم بالإشراف على تعذيب المختطفين، والمشاركة في الاعتداء المباشر على بعضهم، وكان يتمتع بصلاحيات كاملة في ملف الاختطافات وجرائم التعذيب مستمداً سلطته من شقيقه الأكبر، زعيم العصابة عبدالملك الحوثي. ووصف زعيم الحوثيين عملية قتل شقيقه الأصغر، إبراهيم بدرالدين، ب"الغادرة" لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل للعملية وأين وقعت وكيف تمت، واكتفى خلال خطابه، السبت الماضي، بنعي شقيقه وتقديم الشكر للمرشد الإيراني وأمين عام تنظيم "حزب الله" الإرهابي وتثمين تعازيهم بمصرع شقيقه إبراهيم. ويقول مراقبون إن عبدالملك الحوثي، تعمّد الهروب من الحديث عن تفاصيل قتل شقيقه الأصغر وطبيعة عملية الاغتيال وأبعادها عن الحقيقية، كونه يدرك خطورة العملية، أيًا كانت تفاصيلها وحيثياتها، مشيرين إلى أنه فضّل الهروب يقيناً منه أن تصفية شقيقه، تكشف عن حقائق وأوضاع سيئة وخطيرة تعيشها الميليشيا، في كل الأحوال. نهج حوثي سواء كانت عملية التصفية تمت في سياق صراع الأجنحة ونتيجة خلافات بين القيادات أو بفعل استهداف من خارجها، فإنها بحسب مراقبون تشير إلى تصدع في التماسك الداخلي للميليشيا وتثبت قابلية كبيرة للخيانة المتبادلة بين رموز الأسرة الحوثية وقادة الصف الأول، إلى حد التصفية بالقتل. كما أنها عززت ما أكده سابقاً المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، الذي قال إن القيادات الإرهابية الحوثية دأبت على الخيانات فيما بينها بالتصفية. وبيّن مصرع الشقيق الأصغر للحوثي، هشاشة الوضع الأمني للميليشيا وعدم قدرتها على حماية قادة صفها الأول، وفي مقدمتهم رموز الأسرة الحوثية، والمقربين من زعيمها. إضافة إلى أن تصفية الحوثي، تعكس بلوغ الخلافات الداخلية ذروتها، وعززت صراعات الأجنحة. مقدمة لتصفيات على ضوء هذه المعطيات، يتوقع مراقبون أن تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي، ستقود إلى سلسلة من التصفيات والاغتيالات المتبادلة بين قيادات الميليشيا، في جميع مستوياتها القيادية، خصوصاً مع استمرار مساعي وزير داخلية الانقلاب عبدالكريم الحوثي، لتحجيم نفوذ رئيس "اللجنة الثورية الحوثية" محمد علي الحوثي، وتزايد شعور الرموز الهاشمية الحوثية "جناح صنعاء" بالغبن إزاء احتكار "جناح صعدة" لأهم مراكز القرار والمواقع القيادية واقتصاد الحرب، في ظل فشل عبدالملك الحوثي ومن خلفه إيران، في التحكّم بصراع الأجنحة والنفوذ الذي يعصف بالميليشيا.