يلجأ الكثير من مضمري الهجن الأصايل إلى أساليب وفنون تكتيكية وطرق فنية واحترافية، وذلك لضمان جودة أداء مطاياهم في السباقات؛ لكي تكون قادرة على المنافسة بشكل أقوى، ومن خلال هذا الموضوع سنتطرق إلى أحد أهم هذه الأساليب، وهو تغيير الجو للمطية!! حيث يقوم ملاك الهجن بنقل مطاياهم من منطقة إلى منطقة أخرى من أجل أن تتغير نفسيتها، ولكي تعود لأرض المنافسات وهي على أهبة الاستعداد، لتقديم أفضل أداء وأفضل تيم. ومما لاشك فيه أن كل منطقة لها أجواؤها الملائمة لتضمير الهجن، والتي تتميز فيها عن غيرها، لذلك نجد من يفضل ميادين الشمال بينما هناك من يؤيد ميادين الجنوب وغيرها من الميادين المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة، ولكن هذا التكتيك الجديد الذي يقبل عليه أغلب المضمرين استعداداً لمهرجان ولي العهد للهجن بنسخته الثانية، والذي سينطلق في منتصف أغسطس الجاري يرى البعض أن ما يقوم به هولاء المضمرون فيه نوع من المغامرة الكبيرة، فقد يسبب اختلالاً للمطية بسبب عدم مناسبة الجو. الجدير ذكره أن هناك الكثير من المضمرين الذين انتهجوا هذا التكتيك في مهرجان ولي العهد العام الماضي، ولكنهم لم يحالفهم الحظ للظفر بالجائزة، بينما الأغلبية عادت مطاياهم بعد تغير الجو بكل قوة.. ولمزيد من الاستطلاع حول هذا التكتيك المنتشر في أوساط أهل الهجن "الرياض" التقت عدداً من ملاك العزب في ميدان محافظة الطائف، ورصدت آراء عدد من ملاك الهجن.. بداية كان لمدير عام ميدان الطائف لسباق الهجن نواف القرشي رأي حول هذا الموضوع قائلاً: "أنا ضد هذه الظاهرة، وأرى أنها انتشرت بقوه بين أوساط أهل الهجن، ولكن من وجهة نظري أن من ينزل الطائف لا يتحمل بسبب تغير الجو، لأن جو الطائف مناسب تماماً للهجن، وتغير الجو فيه مخاطرة ومغامرة كبيرة، وكل من نجحت معه هذه التجربة أعتبرها ضربة حظ لاغٍ". أما محلل سباقات الهجن عايض البقمي، وهو أحد ملاك الهجن المشاركين بمهرجان ولي العهد في نسخته الثانية تحدث عن هذه الظاهرة قائلاً: "أولاً أحب أن أشكركم على مناقشة هذه النقطة المهمة التي لم يتطرق لها أحد من قبل؛ كون هذا الأسلوب يعتبر شبه جديد بين أوساط ملاك ومضمري الهجن، حيث إن أكثر أهل الهجن في هذه الأيام قاموا بتحميل مطاياهم ونقلها إلى ميادين أخرى من أجل تغيير الأجواء وتعود بنفسية طيبة وتقدم أداء مميزاً بإذن الله، نسأل الله التوفيق للجميع وعن أفضل ميدان يقصده ملاك الهجن". وأضاف: "ليس هناك ميدان محدد، وكل مالك مطية أو مضمر له وجهة نظره الخاصة وقناعته التامة في اختيار ما يناسب حلاله من خلال اهتمامه وبحثه عن المكان المناسب". مشيراً إلى أن هناك هجناً تتحسن نفسيتها عندما تعود إلى ميدانها القديم الذي عاشت فيه وتعودت عليه، فعندما تزور الهجن نفس أجوائها القديمة التي اعتادتها هذا قد يحسن من نفسيتها وأدائها، وهكذا، ويضيف البقمي بقوله: أما من وجهة نظري فأرى أن ميدان منطقة حائل وكذلك ميدان منطقة تبوك وميدان الرياض مناسبة جداً، والحلال الذي يحضر منها يقدم منافسات قوية ومميزة.. ولمالك الهجن المعروف منصور بن عجمي بن منيخر وجهة نظر أخرى، حيث يرى أن هذه الترتيبات من الأشياء المتعارف عليها في أساسيات التضمير وتجهيز الذلول وما يقوم به الكثير من المضمرين في تغير أجواء الهجن ونقلها من ميدان إلى ميدان آخر ومن ثم إعادتها قبل السباق هو شيء طبيعي في عملية استكمال لجهوز الذلول، وأضاف قائلاً: بعض من الهجن ترغب وتقبل التحميل وتغيير الأجواء وهناك هجن لا ترغب، وأيضاً هناك هجن جاهزة لا يستوجب نقلها. أما مستشار الجمعية السعودية لدراسات الإبل الإعلامي فهد بن قايل أشار إلى أن انتهاج هذا التكتيك أدى إلى انتعاش حركة سيارات نقل الهجن من وإلى ميدان الطائف وأن هذا الحراك ناتج عن أهمية الحدث الكبير، وهو مهرجان ولي العهد للهجن بنسخته الثانية الذي يقام على أرضية ميدان محافظة الطائف بتنظيم الاتحاد السعودي للهجن الذي يشكل تظاهرة ثقافية راقية وجوائز تعد الأعلى وفعالياته عالمية متنوعة، والتي ستستمر طيلة شهر أغسطس الجاري. نواف القرشي منصور بن منيخر عايض البقمي فهد قايل