تابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، تداعيات وآثار التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة مُؤخَّرَاً، وما صاحبها من عواصف ورياح موسمية وهطول أمطار متفرقة إلى غزيرة على منطقة جازان، شَمِلَت عَدَدَاً من المحافظات والمراكز والقرى، واطمأن سُمُوّه على أوضاع المواطنين والمقيمين والإِجْرَاءَات المتبعة. وكان سُمُوّه على تواصل مع محافظي المحافظات وأمانة المنطقة ومديري المرور والدِّفَاع الْمَدَنِيّ والطرق والنقل وهيئة الهلال الأحمر وشركة الكهرباء والأجهزة الأمنية والقطاعات الحُكُومِيّة ذات العلاقة، للاطِّلَاع على آخر المستجدات، والتأكيد على الجميع بمباشرة الحالات والتواجد الميداني ومضاعفة الجهود وتوفير الكوادر البشرية والمعدات والآليات اللازمة لمواجهة أَي طارئ. وأوصى بتفعيل خطط الحماية والسلامة؛ حفاظاً على الأرواح والممتلكات، مع إحاطة سُمُوّه أوَّلاً بأول بأي مستجدات تطرأ على وضع الطقس جراء التقلبات والحالة الجوية بالمنطقة خلال الفترة المقبلة. وكانت منطقة جازان شهدت يوم أمس هطول أمطار غزيرة على منطقة جازان شملت محافظة أحد المسارحة والعارضة والدائر وفيفا وهروب والعيدابي والحرث والطوال وصامطة وابوعريش وجزر فرسان وصبيا وبيش وضمد ومدينة جازان، سالت على إثرها كل من وادي جورا ووادي هراين بمحافظة الدائر سيلا متوسطا بمجراه الطبيعي ووادي مسله بمحافظة أحد المسارحة سيلا متوسطا بمجراه الطبيعي، ووادي مشرف ووادي جازان سيلا متوسطا بمجراه الطبيعي. وأوضح المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان المقدم يحيى عبدالله القحطاني أنه تم نشر دوريات السلامة مع بداية الحالة المطرية. وأشار إلى أن الأمطار والسيول كانت من المتوسطة إلى الغزيرة، وكانت السيول تجري بمجراها الطبيعي. وأنه نتج عنها سقوط شجرة وأسلاك ضغط عالٍ على منزل بأحد المسارحة وسقوط أسلاك ضغط عالٍ بصناعية أحد المسارحة، بالإضافة لدخول مياه الأمطار لعدد من المنازل بمواقع مختلفة بالمنطقة، والتماس عدد من عدادات الكهرباء، وانقطاع عدة طرق بمواقع متفرقة من المنطقة. وحذر القحطاني المواطنين والمقيمين من الاقتراب من بطون الأودية ومجاري السيول ومن عبور الأودية أثناء جريان السيول والسير فيها تجنبا لأي مكروه لاسمح الله، وذلك نظرا لما تشهده المنطقة من تقلبات جوية قادمة. وشدد على ضرورة اتباع إرشادات الدفاع المدني في مثل هذه الحالات متمنياً السلامة للجميع. وأصدرت هيئة الأرصاد وحماية البيئة تحذيراً برفع درجة الإنذار على محافظات منطقة جازان وتأثرها بعواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة مع تأثيرات مصاحبة من نشاط في الرياح السطحية وتساقط البرد وجريان السيول وشبه انعدام في الرؤية، وتستمر الحالة اليوم الأربعاء بعدد من المحافظات حسب تحذير هيئة الأرصاد. من جانبها نبهت إمارة منطقة جازان عبر موقعها الرسمي بتوتر كافة المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحيطة والحذر خلال هطول الأمطار الغزيرة وعدم الاقتراب من مجاري الأودية والسيول وأماكن تجمع الأمطار، وذلك بناء على التحذيرات الصادرة من قبل الهيئةالعامة للأرصاد. كما باشرت أمانة منطقة جازان وبلدياتها المرتبطة بها تصريف تجمعات مياه الأمطار الغزيرة، وما نتج عنها من السيول المنقولة التي شهدتها المنطقة مساء أمس الثلاثاء واستمر هطولها أكثر من 5 ساعات. وأوضح المشرف على أعمال أمانة المنطقة والبلديات المرتبطة بها خلال عطلة عيد الأضحى المبارك الدكتور إبراهيم خياط، أن كمية الأمطار التي هطلت مساء أمس الثلاثاء على مدينة جازان وعلى محافظات المنطقة كانت غزيرة جداً، ولم تشهدها منطقة جازان منذ سنوات طويلة، وقد باشرت الفرق الميدانية في أمانة منطقة جازان وبلدياتها مهامها في تصريف تجمعات مياه الأمطار لمدة 12 ساعة متواصلة، ولا زال العمل جارياً في جميع المواقع التي تتجمع بها مياه الأمطار في عموم المنطقة. وأشار خياط أن شبكة تصريف مياه الأمطار المنفذة حالياً بمدينة جازان تبلغ أطوالها 14,5 كم، وهي تمثل نسبة 25% من إجمالي مساحة مدينة جازان، مبيناً أن هذه الشبكة قامت بتصريف مياه الأمطار من الطرق والأحياء السكنية المخدومة بتلك الشبكة بواسطة محطة الرفع التي تعمل بها ثلاث مضخات تقوم بطرد المياه بطاقة 3,3 متر مكعب في الثانية وتصريفها إلى البحر مباشرة، أما بالنسبة للمواقع التي لا تشملها شبكات تصريف مياه الأمطار المنفذة، فتم مباشرتها بواسطة الفرق الميدانية والعمالة والآليات والمعدات المخصصة لسحب تجمعات المياه بالشوارع والأحياء، وتم سحب كميات كبيرة من الشوارع، ولا يزال العمل مستمرا على مدار الساعة. وأكد خياط أن عشرات فرق الطوارئ والكوارث و450 معدة وآلية متنوعة في أمانة المنطقة وبلدياتها ال26 تعمل على مدار الساعة مع مشرفي الفرق والعمال والمعدات والآليات في جميع محافظات ومراكز وقرى المنطقة لنزح تجمعات مياه الأمطار والسيول ودرء أخطارها. وكشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة بأن كمية الأمطار التي شهدتها مدينة جازان أمس الثلاثاء بلغت 75.00 ملم، بينما تجاوزت كميات الأمطار في إحدى محافظات منطقة جازان ضعف هذا الرقم، وبعض المحافظات تجاوزت كميات الأمطار بها 100.00 ملم. من جهة أخرى باشرت عدد من البلديات بالمحافظات ومنها بلدية محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان، فتح طريق عثوان بعد انقطاعه لمدة خمس ساعات ووصول عدة بلاغات للبلدية مساندة إدارة الطرق والنقل، حيث عزلت السيول معدات فرقة إدارة الطرق والنقل المكلفة بصيانة العقبة والطريق أثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة بعد عصر يوم أمس واستمرت إلى ساعات متأخرة من الليل وعزلت الأمطار المئات من السكان عن الوصول لمنازلهم، كما شارك موظفي البلدية في تنظيم حركة السير واستغرق إعادة الطريق أكثر من 3 ساعات. وأوضح مدير إدارة الحركة والصيانة بالبلدية سالم المالكي أن البلدية تلقت عدة بلاغات عن انجرافات وانقطاع لطريق جبل عثوان وعلى الفور باشرت البلدية وعدد من الموظفين الموقع، وتم فتح الخط خلال 3 ساعات ومساندة إدارة الطرق والنقل، مبينا ًأن البلدية باشرت كذلك عدة انهيارات صخرية على الشارع العام بالمحافظة، وفي جبالها ولا زالت المعدات تعمل حتى الان على فتح كافة الطرق المقطوعة وتلقي بلاغات المواطنين ومباشرتها على الفور مبينا أن البلدية استنفرت كافة معداتها وآلياتها لفتح الطرق وعمل غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة. وكانت محافظة الداير قد شهدت يوم أمس أمطاراً غزيرة وضباباً كثيفاً على الجبال استمر لساعات الصباح الأولى، وانقطعت عدة طرق وحدثت انهيارات على الطرق الجبلية. واستنفرت بلدية محافظة الطوال بالحد الجنوبي جهودها لمعالجة ونزح تجمع مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أمس الثلاثاء على المحافظة والقرى التابعة لها. ومتابعة ما تعرضت له أجزاء من المحافظة من سيول منقولة عبر عدد من الأودية. كما استنفرت بلدية مركز السهي التابع لمحافظة صامطة جهودها من خلال فرقها ومعداتها لمعالجة آثار الأمطار الغزيرة والسيول ومتابعة الحالة المطرية والأضرار الناتجة عنها. وأفاد رئيس البلدية المكلف المهندس محمد بن ناصر آل هتلان أن الفرق والمعدات باشرت أعمال فتح الطرق وتنظيف الشوارع من الأتربة والأحجار وسحب المياه المتجمعة في الشوارع والتجمعات السكانية، وفتح قنوات التصريف ضمن مجراها الطبيعي، مؤكداً بأن الجهود مستمرة بمتابعة رئيس المركز الأستاذ عبدالله السهلي للتعامل مع مثل هذه الحالات المطرية التي تشهدها المنطقة.