تستمر الرعاية والعناية السعودية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ومن ذلك أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- باستكمال التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي والمسجد النبوي ورعايته ومتابعته لمشروعات تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والارتقاء بالخدمات المقدمة لأهالي الحرمين وقاصديهما، ووفقاً لأستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة الدكتور عبدالله الشريف فخادم الحرمين الشريفين أولى مهامه العناية بالمقدسات الإسلامية والحفاظ على أمنها، كما هو شأن قادة هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه الملوك من بعده -رحمهم الله جميعاً- إلى هذا العهد الزاهر الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل، والأمر بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وإنشاء شركة المشاعر المقدسة، وتدشين قطار الحرمين، والأمر بتدشين المرحلة الأولى من مطار الملك عبدالعزيز، والأمر بإنشاء مطار الطائف الجديد خدمة لمكةالمكرمة وبوابة أخرى للحجاج، والتوجيه باستكمال جميع مشروعات تطوير المدينتين المقدستين. ورصد كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة في جامعة أم القرى الجهود التي قدمتها المملكة من عمارة للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وخدمات نوعية في الجوانب الانسانية، إلى حفظ أمن وسلامة حجاج وعمار وزار بيت الحرام، وأوضح الشريف أن الباحثين في الكرسي عملوا على رصد الجهود التي قام بها ملوك المملكة والقيام بمسؤولياتهم التاريخية تجاه الحرمين وقاصديهما من المسلمين حتى يؤدوا شعائرهم ومناسكهم في أمن وراحة واطمئنان ويسر ورخاء، وقال إن خدمة الحرمين كانت من أولى أولوياتهم ومن أعظم منجزاتهم وقد سعوا طوال عهودهم المتعاقبة لمنع تسييس الحج وتجنيبه مخاطر النزعات والصراعات السياسية تعظيماً لحرمة الحرمين وحماية لدماء المسلمين وحفظاً لأمن البلد الأمين وليؤدي عُبَّاد الله عباداتهم في روحانية، وبين الشريف بأن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ دخوله مكة وتوليه أمر الحرمين بادر بعمارتهما وخدمة قاصديهما، ومن أبرز ما أمر بعمله في المسجد الحرام ترميمه كاملاً، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وترخيم عموم المسجد وتجديد الألوان سنة 1344ه، وأمر بترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام وجنباته في سنة 1370، ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس سنة 1345،، كما أصلح مظلة إبراهيم، وقبة زمزم، وشاذروان الكعبة المشرفة سنة 1343، كما أمر بنصب سرادقات بصحن المطاف ثم بعمل مظلات ثابتة في أطراف الصحن مثبتة بالأروقة، تنشر وتلف عند الحاجة، وبقيت سنوات عديدة يجري تجديدها باستمرار، وأمر بإنشاء أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة عام 1346 وأمر بتبليط المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يبنى بالنورة، وكان ذلك أول مرة في التاريخ، لافتاً النظر إلى أن الملك عبدالعزيز أمر بإنشاء إدارة الأمن، وجعل مقرها الرئيس بمكةالمكرمة تعزيزاً للأمن وتعظيماً للبلد الحرام، إزالة نواتئ الدكاكين التي ضيقت المسعى، فصار المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر، وأمر بعمل سبيلين لماء زمزم مع تجديد السبيل القديم، وأمر بإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف، وإصلاح أرض الأروقة، كما تم إزالة الحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، وأمر بتجديد سقف المسعى وأمر بعمل باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة، محلاة بآيات قرآنية، نقشت بأحرف من الذهب الخالص. وتوالت مشروعات الملوك والاهتمام بالمسجد الحرام ففي عهد الملك سعود -رحمه الله- رممت الكعبة المشرفة، وأمر بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم وأنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، و فِي عهد الملك فيصل -رحمه الله - واصل إنجاز توسعة المسجد الحرام التي بدأت في عهد الملك سعود وما تم في عهده إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم وتوسعة للطائفين ووضع المقام في غطاء بلوري، كما وجه ببناء مبنى لمكتبة الحرم المكي الشريف، ومصنع كسوة الكعبة في موقعه الجديد وتوسيع أعماله، وتم تغيير باب الكعبة بالذهب في عهد الملك خالد وقد استخدم 280 كجم من الذهب الخالص في صناعته، لذلك يعدهُ البعض أكبر كتلة ذهب في العالم، وهو الباب الموجود هذه الأيام، وعُمل باب داخل الكعبة للصعود من داخلها، يُسمى باب التوبة، وقال الشريف: إن الترميم الشامل والدقيق على أعلى المواصفات العمرانية العصرية للكعبة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1417 بعد أن مكثت الكعبة نحو 375 عاماً بدون ترميم شامل، مشيراً أنه في العهد السعودي الزاهر عمر المسجد الحرام ثلاث مرات ووسع توسعات عمرانية تاريخية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً عبر عصوره المتعاقبة. وبين أن المسجد النبوي عمر ووسع التوسعة الأولى في عهد الملك سعود وأمر الملك عبدالله -رحمه الله- بالتوسعة السعودية الثانية التي يشهد تنفيذها الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لافتاً النظر إلى أن عمارة المسجد الحرام الأولى وجه بها الملك عبدالعزيز وأمر بتنفيذها والشروع فيها الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- وانتهت في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، والتوسعة الثانية تمت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-. وأضاف المشرف على كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكةالمكرمة أن التوسعة السعودية الثالثة أمر بها وبدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ولا زالت مستمرة بأمر وتوجيه ومتابعة ورعاية الملك سلمان، وذكر الشريف أن المسجد الحرام شهد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- توسعة كبيرة في عام 1403، تم فيها نزع ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام، تهيئة لتوسعة كبرى للمسجد الحرام أمر بها الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- فهيئت كساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها، وفي عام 1406 تم تبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة، وفِي عام 1409 وضع الملك فهد -رحمه الله- حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية ثم فِي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- تم البدء في التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي - -وهي أكبر توسعة على مر العصور والتاريخ-، وتبلغ تكلفتها الإجمالية 40 مليار ريال وتتضمن توسعة الحرم المكي، لترتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة لمليوني مصل. وأشار المشرف على الكرسي إلى أن ملوك المملكة اهتموا بالمشاعر المقدسة، وذلك بعمارة مسجد نمرة في عرفات والمسجد الحرام في مزدلفة ومسجد الخيف في منى، وتوفير البنية التحتية والمرافق الخدمية الصحية والبيئية والأمنية والمواصلات والاتصالات وشبكة الطرق بين المشاعر المقدسة وإلى مكةالمكرمة وعمل الخيام المضادة للحريق في منى وجسر الجمرات العملاق وقطار المشاعر المقدسة. الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ دخوله مكة وتوليه أمر الحرمين بادر بعمارتهما وخدمة قاصديهما