للعام الثالث على التوالي وحكومة قطر تعمل على تسييس الحج وهذه المرة من خلال بث قناة "الجزيرة" بفيديو للإرهابي التكفيري "مصلح العلياني" الذي يتواجد للقتال في سورية والعراق، ووضعته تحت مسمى "مدون" لإساءة السعودية في موسم الحج وأن حكومة المملكة عرقلت حجه، ولكن اكتشفت بعد ذلك أنها في مأزق دولي يثبت دعمها للإرهاب فحذفت التغريدة مباشرة. في الوقت الذي لم تدع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فرصة للنظام القطري بالتلاعب بمواطنيه والحيلولة دون محاولة "نظام الحمدين" تسييس الحج للعام الثالث على التوالي، حيث أوجدت وزارة الحج والعمرة رابطاً إلكترونياً لتسجيل الحجاج القطريين من أجل أداء فريضة الحج، بعد عدم تجاوب وتعاون وزارة الأوقاف القطرية مع الجهات المعنية في المملكة لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، في الوقت الذي أنهت وزارة الحج والعمرة كافة الترتيبات اللازمة لخدمة الحجاج القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام 1440ه وتمكين المواطنين القطريين الأشقاء من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم. وعد محللون هذه الخطة بالاستباقية السنوية لقطع دابر محاولات تسييس الحج من قبل نظام "الحمدين" ومن قبلهم النظام الإيراني، فيما شدد عدد من علماء المسلمين على أن جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من الحجاج والمعتمرين لا تخفى على الجميع، مؤكدين أنّ المملكة لم تحاول يوماً تسييس الشعائر الدينية أو شعيرتي الحج والعمرة، مستغربين محاولة قطر تسييس ملف الحج واستمرارها للعام الثالث على التوالي بدعم من "إيران"، في منع حجاجها من أداء فريضة الحج بمزاعم "مكذوبة ومكشوفة" تساعدها في كل مرة قناة "الجزيرة". اضطهاد ديني وقد أكد الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه، أن المملكة تعمل كل شيء لخدمة جميع حجاج العالم بما فيهم أبناء قطر، فيما نظام قطر يقوم بجريمة ضد الدين والإنسانية بعدم تجاوبه مع وزارة الحج والعمرة في السعودية، معتبراً ما يقوم به النظام القطري يندرج تحت "الاضطهاد الديني" ضد أبناء قطر الذين يحاولون الحج وتمنعهم وتعرقل أمورهم السلطات القطرية. وطالب المنظمات الإسلامية والدولية إدانة نظام قطر على هذا العمل المشين للعام الثالث على التوالي، فبمنع وعرقلة الحجاج في قطر نظام "تنظيم الحمدين" يسيء للمناسك والشعائر الدينية للمسلمين في قطر، مبيّناً أنّ المملكة كبيرة بأخلاقها وشعبها وقيادتها الرشيدة وعملت المستحيل وتحاول تمكين كل صغير وكبير في قطر من أداء مناسك العمرة والحج.. فطوبى للأمة بهذا الشعب والقيادة العظيمة... فالإسلام حي بهذه الأخلاق والمبادئ السعودية. تذليل الصعاب وأكد المحلل السياسي د. محمد بن مسعود القحطاني، أن المملكة تتشرف في كل عام بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتبذل قصارى جهدها وتجند كافة السبل في سبيل خدمة ضيوف الله، وتعد ذلك شرفاً لها ولمواطنيها، وتعد البرامج والخطط لذلك سواء أكان على الصعيد الأمني، أو الصعيد الاجتماعي، أو الصعيد الديني، أو الصعيد الصحي، ونجد كل عام أن الحكومة أيدها الله بكافه أجهزتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده تشرف مباشرة على تذليل كل الصعاب وكل المشكلات التي قد تواجه الحجاج، وقد تميزت الحكومة السعودية بفن إدارة الحشود التي أصبحت مضرباً لها وأذهلت العالم بأدائها لهذه الحشود في وقت معلوم وأمكنة محددة والخروج بسلامة التكتل البشري من دون حوادث أو مشكلات أو صعاب. وأضاف: أنّ المملكة تفتح أبوابها لكل حاج من كافة الأرض وتشرف بخدمته، وأكبر مثال لذلك تقديمها الخدمة لحجاج قطر بالرغم أن الحكومة القطرية تمنع ذلك، فالمملكة وشعوب العالم انكشف زيف حكومة قطر ومن خلفها للحقائق وتلفيق التصريحات المكذوبة والمفبركة والمقاطع المسجلة للإضرار بالمملكة والحج عبر وسيلة إعلامية هي "الجزيرة"، لافتاً إلى أنّ الرابط المعلن من وزارة الحج والعمرة السعودية لهو خير مثال وإثبات للعالم أن هذه الحكومة "كاذبة" وتتحايل على شعبها بالمماطلة لمنعهم من الحج ومن ثم معاقبة العائدين منها إذا امتدحوا الحج وهذا ما حدث العام الماضي وقبل الماضي. وزاد القحطاني أنّ كل ما تعمله وستعمله المملكة للحجاج هو نهجها، فيما تبذل كلما في وسعها لخدمتهم فنقول شكراً يا خادم الحرمين الشريفين على هذه اللفتة الكريمة لحجاج قطر بالرغم من تعنت حكومتهم، ولكنها شهامة ونخوة سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وسعيه الدؤوب لخدمة الأمة العربية والإسلامية، التي يلمسها كل عربي ومسلم على وجه الأرض. خطوة استباقية كل عام فيما أوضح الخبير الاستراتيجي د. محمد الهدلاء، أنّ خدمة الحرمين الشريفين والقيام على رعايتها وتسهيل أمور الحج والعمرة، نهج سعودي أولته القيادة السعودية جل اهتمامها ورعايتها وجعلته أهم أولويتها، وهذا يدركه العقلاء المنصفون في العالم شعوباً وقبائل. وأضاف بأن المملكة سخرت جميع المشروعات العملاقة والموانئ وكافة القطاعات الأمنية لخدمة هؤلاء الضيوف الكرام ولا ينكر هذا إلى جاحد أو حاقد أو ناقم على المملكة حكومة وشعباً. ولفت إلى أنّ ما تمارسه الأبواق القطرية من مغالطات وتزييف للحقائق ومقاطع مفبركة بعرض مقطع لإرهابي سعودي مطلوب هي عاده تمارسها سلطات الدوحة منذ سنوات وهذا نتيجة آثار المقاطعة، فهي حرمت شعبها وسيست الحج، وسدت أمامهم جميع المنافذ من أداء ركن من أركان الإسلام، وتحاول إقناعهم أن هذا الإجراء المانع لهم كان بسبب تعسف السلطات السعودية، لكن الشعب القطري يدرك زيف هذا الادعاء، وقد وصل بالفعل حجاج قطريون بطرق مختلفة، وتمت معاملتهم كبقية معاملة الحجاج. وقال الهدلاء إن هذا الافتراء القطري لم يكن وليد صدفة بل هو امتداد لملالي طهران الذي سبقهم إلى هذه الفرية والادعاءات الكاذبة، ودأب عليها طوال عقود ولم تنجح هذه المحاولات الإيرانية التي تسير على خطاها السلطات القطرية، منوهاً أن المملكة تعمل بأن يستمر الحج ركناً عظيماً يمارسه المسلم وفق النظام وفق الشرع القويم ولا تقبل المملكة تسيس الحج أو خروجه عن شعائره الدينية وأهدافه التي فرضها الإسلام وقد نبهت السلطات السعودية عن هذا الأمر في أكثر من بيان. وأشار إلى أن القيادة السعودية تعاملت مع الحجاج القطرين كما تعاملت مع الحجاج الإيرانيين بعيداً عن أنظمتهم الفاسدة ولم تستثنِ أحداً من المسلمين ولم تسيس الحج كما يفعل النظام القطريوالإيراني والشواهد كثيرة. حالة إفلاس ويرى المحلل السياسي خالد الزعتر، أن محاولات الدوحة لتسييس موسم الحج ومنع القطريين من أداء مناسك الحج وفبركة المقاطع للإضرار بالمملكة بهدف تسييس الحج، تكشف الوجه القبيح لنظام قطر الذي ليست لديه أخلاقيات ولا يضع اعتباراً للركن الخامس من أركان الإسلام. وأكد الزعتر، أن المحاولات من قبل النظام القطري وأدواته الإعلامية لتسييس الحج هي تعكس حالة الإفلاس لدى النظام القطري الذي يحاول عبر هذه المحاولات إعادة أزمته إلى الواجهة ومنع الحجاج من دخول المملكة، مستشهداً بمقطع لإرهابي مطلوب وهو مصلح العلياني (وهو في الأساس إرهابي قيادي في جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.. يقيم في سورية.. وأحد المطلوبين للمملكة) مرتدياً ملابس الاحرام، وعندما ننظر إلى أزمة قطر بالنسبة للدول المقاطعة نجدها "أزمة صغيرة جداً" وبالنسبة للرؤية السياسية الإقليمية والدولية تجاه أزمة قطر تكاد هذه الأزمة لا تذكر بالنظر لحجم الملفات ذات الأهمية، وبالتالي يحاول النظام القطري عبر ما يقوم من محاولات وعبر أدواته الإعلامية لتسييس الحج هي تعكس حالة الإفلاس لدى النظام القطري الذي يحاول عبر هذة المحاولات إعادة أزمته إلى الواجهة، وأيضاً يعتقد النظام القطري عبر هذه المحاولات لتسييس الحج أن يعوض عن حالة الفشل المستمرة والتي يعيشها النظام القطري والذي لم يحقق برغم محاولاته المتكررة أن يحدث اختراق في جدار الأزمة التي يعيشها، بل بالعكس تشتد عزلته أكثر. وقال أمام الحرص الشديد من قبل المملكة التي تعتز وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وتسعى لاستنفار كافة طاقاتها وأجهزتها الأمنية والخدمية والصحية لخدمة ضيوف الرحمن ليتسنى لهم أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، وما توليه المملكة من حرص شديد لتمكين الأشقاء القطريين من أداء مناسك الحج عبر استحداث الروابط الإلكترونية، يسعى النظام القطري بالمقابل إلى حجبها، وبالتالي أمام الحرص الشديد من قبل المملكة والتسهيلات التي تقدمها تجاه تمكين الأشقاء القطريين من أداء مناسك الحج، يتعامل النظام القطري مع ذلك بالتعنت ووضع العراقيل ومنع الأشقاء القطريين من تأدية مناسك الحج، ليكشف بذلك النظام القطري عن الوجه القبيح وعن أخلاقيات النظام القطري الذي لا يضع اعتباراً لأهمية الركن الخامس من أركان الإسلام. تجهيزات متكاملة وقال الكاتب الصحفي أحمد صالح حلبي إنّ المتابع للإجراءات التي قامت بها السلطات القطرية خلال السنوات القلائل الماضية تجاه الراغبين في أداء فريضة الحج من المواطنين القطريين، يلحظ تحول فريضة الحج إلى قضية سياسية هدفها إظهار المملكة كدولة مانعة للمواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، نتيجة لخلافات سياسية، وقبل أن نسأل لماذا منعت السلطات القطرية مواطنيها من أداء فريضة الحج، نسأل عما إذا كانت القطاعات الخدمية السعودية قد وفرت الخدمات الأساسية للحجاج القطريين وهيأت لهم مخيماتهم؟ وهذا السؤال لا يجاب عليه بكلمات حروفها متلاصقة، لكنه يجاب بأعمال نفذت، فمن تابع الخدمات التي هيأتها مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا للحجاج القطريين يلحظ أنها قد تعاملت معهم كما تتعامل كافة القطاعات الحكومية والأهلية مع الحجاج عامة، ولم تستثني الحجاج القطريين من أي خدمة يقدمها قطاع حكومي أو خاص. فالمؤسسة عملت على تجهيز مخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة، وجعلت من مخيم الحجاج القطريين في منى الواقع في طريق الجوهرة الملاصق لكوبري المشاة دليلاً واضحاً على تهيئتها لكافة الخدمات التي يحتاج إليها الحجاج القطريون. التعنت القطري وأضاف: "لنعد قليلاً إلى الوقائع المسجلة ففي عام 2017، أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية التسجيل للحج، ومنعت التقديم إلكترونياً لأداء الفريضة، وفي 2018 وصل عدد من الحجاج القطريين عبر رحلات جوية قادمة من الكويت ومسقط، غير أن وزارة الخارجية القطرية كذبت الخبر رغم أنه بث عبر إحدى القنوات الفضائية، وفي عام 2019 وجهت وزارة الحج والعمرة الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام 1440ه كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين، وعُقد الاجتماع معهم بتاريخ 8 / 6 / 1440 ه وبُحثت كافة الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة، وهنا يبرز السؤال من الذي منع المواطنين القطريين من الحج؟". رأي دولي وتابع: "لقد تلقى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، شكوى دولية من قبل ثلاث منظمات حقوقية احتجاجاً على انتهاك الحكومة القطرية لحرية العبادة، ومنعها مواطنيها من أداء فريضة الحج أو مناسك العمرة. وأوضحت الشكوى أن قطر تحرم مواطنيها الذهاب إلى الحج أو العمرة، بسبب "النزاع السياسي بين قطر والسعودية"، منوهة بأن حرمان المواطنين القطريين من السفر لأداء الحج أو العمرة هو انتهاك لحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية العبادة، خاصة أن حالات المنع ازدادت بشكل كبير منذ يونيو العام الماضي. وحثت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، والمنظمة الإفريقية لثقافة وحقوق الإنسان، والرابطة الخليجية للحقوق والحريات، عبر شكوى مشتركة هي الثانية التي تتقدم بها الهيئات الحقوقية الأممية، على التركيز على انتهاك قطر لحرية العبادة. وأضافت الشكوى أنه منذ المقاطعة العربية لقطر على خلفية دعمها للتنظيمات والميليشيات الإرهابية، سعت الدوحة إلى تسييس فريضة الحج أو العمرة، وتعمدت منع مواطنيها من أداء المناسك، وعاقبت آخرين عقب عودتهم من الأراضي المقدسة، كما حدث في موسم الحج العام الماضي. وطالبت المنظمات الحقوقية السلطات القطرية بالسماح للمواطنين بالتحرك من أجل حرية العبادة، كما شددت على ضرورة أن تتوقف السلطات القطرية عن سياستها ضد المواطنين الذين يرغبون في السفر إلى السعودية في رحلة الحج عبر الدول المجاورة، ودعت قطر إلى قبول وضع قانون دستوري في البلاد يحمي حرية التعبير والمعتقد والدين. خالد الحلبي د. محمد الهدلاء د. محمد القحطاني أمجد طه خالد الزعتر