من الظواهر الطبيعية التي ظلت تشغل تفكير الناس قديما حتى القرون المتأخرة كأي ظاهرة كونية طبيعية يعجز العقل البشري عن تفسيرها علميا، فيعمد إلى تفسيرها أسطوريا ظاهرة «قوس قُزح. ذلك القوس الجميل بألوانه الزاهية الممتدة بين السماء والأرض استولى على تفكير الناس على امتداد العصور منذ السومرية، وظهور قصة هذا القوس في حكاية جلجامش، التي تضمنت قصة الطوفان العظيم، الذي ظهر لهم بعد انحساره «قوس قزح»، مرورا بقصص كل الشعوب التي تعاقبت على الأرض وما حفلت بها أدبيات التراث الإنساني العالمي من تفسيرات حول هذه الظاهرة التي بقيت لغزا محيرا، كالإغريق الذين يعتقدون أنها طريق تسلكها الآلهة بين السماء والأرض، والأوروبي الذي يعتقد أن نهايته تشير إلى كنوز من الذهب في جرار تخفيها الجن هناك! حتى جاء ابن الهيثم بنظرية انكسار الضوء، وآينشتاين وغيرهم ليثبتوا أن الأمر لا يعدو كونه ظاهرة طبيعية فيزيائية ناتجة عن انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرات ماء المطر. ما يُلفت في قصة هذا القوس وكما جاء في مدونة «الآخر» هو تضافر وتشابه تفسير هذه الظاهرة أسطوريا عند معظم الشعوب على أنها «الأمان من الغرق»! بل لا يزال هذا التفسير عندنا في جنوب الجزيرة العربية، فرؤيتنا له بعد المطر يدلل على أن لا غرق جراء مطر ذلك اليوم. وفي ملحمة جلجامش ترسو السفينة كما تقول الرواية على جبل برز من الماء بعد انتهاء الطوفان وانحسار الماء عنه ليتجلى لمن في السفينة قوس من الألوان البديعة في الأفق البعيد صنعته الآلهة كعلامة ودلالة على عدم إرسال فيضان مدمر مرة أخرى.