تستضيف المملكة في البقاع المقدسة في مكةالمكرمة هذا العام ندوة الحج الكبرى بعنوان "الإسلام.. تعايش وتسامح". والندوة تعقد على مدار يومين من الرابع للسادس من ذي الحجة. والمتابع لموقع الندوة وضيوفها يدرك أن الحوار إسلامي - إسلامي، وهو مهم جدًا في ظل بروز جيوب لمرض الكراهية في عالمنا العربي والإسلامي، وبالتالي يغيب عن المشهد كثير من الثقافات التي تعيش فيها جاليات إسلامية تدفع ثمن الكراهية و"الإسلاموفوبيا". وأعتقد أن موضوع الندوة لا يمثل حلقة منقطعة في يومين، وإنما برنامج عمل يجب أن تقوم الدول الإسلامية بتبني تنفيذه لكشف زيف الإعلام الغربي، الذي لم ينفك عن ربط الإسلام بالإرهاب، والمسلم إرهابي حتى وهو ضحية، مثلما حدث في مساجد كرايست تشيرش بنيوزيلندا. والشيء بالشيء يذكر، فخادم الحرمين الشريفين يستضيف هذا العام عددًا من أسر ضحايا ذلك الحادث الإجرامي بنيوزيلندا، وكذلك أسر ضحايا جرائم الحوثي الإرهابية في اليمن، وغيرهما من أسر ضحايا الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ولعل القائمين على المؤتمر يستضيفون عبر تقنيات الاتصال الحديثة رئيسة وزراء نيوزيلندا، التي ضربت المثل في التعامل مع ذلك الحادث الإرهابي؛ لتكون نموذجًا وأيقونة لدى الإعلام الغربي نحو تعايش المسلمين وتسامحهم وهم ضحايا الإرهاب. نحن نحتاج إلى كثير من هذه الأمثلة في برنامج عمل للاتصال البينثقافي، الذي يستطيع بناء وإيصال رسالة التعايش والتسامح التي ستنطلق من مكة. نعم، برنامج عمل حكومي وشعبي/ تطوعي، سيجعل من رسالة الندوة تدور الكون في أعوام وليس في أروقة الفندق في يومين. نحن نعيش في عالم متسارع من تقنيات الاتصال، التي أسهمت في وصول المعلومة وتشويهها في الوقت ذاته. والخوف كل الخوف أن تكون هذه الوسائل حطبًا جديدًا لنيران الكراهية ضد المسلمين وفيما بينهم، ووقودًا للإعلام الغربي الذي لن ينفك عن زرع الكراهية، لكي تملك تلك الدول والثقافات حق إصدار صكوك البراءة والإدانة للمسلمين، ونحن نستمر في مشاهدة مسرحيات الكراهية، وينتهي بنا المطاف في ندوات نحدث فيها أنفسنا عن أنفسنا عن التعايش والتسامح، ونحن نعرف أن نيران الكراهية باتت تنطلق من ديار الشرق مثلما تنطلق من ديار الغرب. المحزن المبكي عندما تأتينا صور مغلوطة عنا، ومن دول لا تعرف عنا كثيرًا، مثل كوستاريكا والهندوراس وجواتيمالا ولتوانيا وغيرها كثير. أنا مع برنامج عمل اتصالي يخرج للنور وللناس في الشارع، وأبعد من مؤتمرات في غرف فارهة تموت نتائج أعمالها بعد تجميدها في توصيات إلى مجهول لينفذها.