تستعد دور وصالات السينما السعودية لعرض الفيلم التاريخي المنتظر "ولد ملكا"، الذي يحكي قصة زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود إلى المملكة المتحدة عام 1919م، حين كان في الثالثة عشر من عمره، وتم العمل على الفيلم لمدة تناهز الأربع سنوات، وأنتج بواسطة المنتج الإسباني أندرياس قوميز، وإخراج أوقيتين قيلارونغا، وتأليف الروائيين السعودي بدر السماري، والإسباني راي لوريغا وكتب السيناريو الخاص بالفيلم الكاتب الإنجليزي هنري فريتز، ولمزيد من التفاصيل كان لنا هذا اللقاء مع المنتج العالمي أندرياس قوميز الذي تحدث عن فكرة الفيلم بقوله: خطرت لي الفكرة بعد قراءة سيرة الملك فيصل التي كتبها المؤرخ الروسي فاسيليف، وقد تأثرت بزيارته للندن حينما كان لم يبلغ من العمر سوى 13 عاما فقط، وكنت متيقنا من أن هذه القصة هي التي ستكسب تعاطفا ويجب أن تحظى بالكثير من التقدير ليس فقط من قبل المواطنين السعوديين، وإنما من بقية العالم". المنتج أندرياس: إعجاب الملك سلمان بالعمل يكفينا الكاتب السماري: مشاهد الفيلم استغرقت ثلاث سنوات ومن جانبه قال الكاتب بدر السماري: فكرة الفيلم بدأت عام 2015 حين التقيت بالمنتج أندرياس قوميز، الذي كان يحلم بإنتاج فيلم عن الملك فيصل رحمه الله لتجسيد وعرض سيرته في السينما كما يحدث في هوليوود والقاهرة وعواصم السينما، ويكمل: وبعد أكثر من جلسة نقاش وورشة، اتفقنا أن رحلة الملك فيصل رحمه الله قبل مئة عام إلى بريطانيا مناسبة تماما لتجسيدها في عمل سينمائي، لعدة أسباب منها أن الرحلة تركت أثرا عالميا في تلك الفترة، كما أنها سببت أثرا في وجدان الملك فيصل في ذلك العمر، إضافة إلى أن الحقبة التاريخية قبل وبعد هذه الرحلة هي بلا شك مادة خصبة جديرة بالطرح، وأضاف السماري: بعد ذلك تمكن المنتج من عرض الفكرة على أبناء الملك الراحل وحظيت بالقبول والدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين ومن أبناء الملك فيصل ممثلا في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث؛ وعن تخصيص الفيلم لتلك الفترة وحدها من حياة الملك فيصل الحافلة بالكثير من الأحداث والمنعطفات المهمة والمؤثرة قال قوميز:"إن السيرة الكاملة للملك فيصل هي جزء أصيل من قصة المملكة بالكامل، ونحتاج إلى ما يمتد إلى ست ساعات تقريبا لإنجاز ذلك. وفي المستقبل سنقوم بعمل فيلم آخر يغطي الفترة من 1920م إلى 1932م". فيما أضاف السماري: المادة الأساسية في الفيلم تتمحور حول رحلة شاقة قام بها فتى في عمر الثلاثة عشر عاما، امتدت لشهور كما أن الطريق لبريطانيا أخذ شهورا في عرض البحر، كانت رحلة متعبة فعلا.. لكنها مهمة أوكلها الملك المؤسس له لتمثيل بلاده ولقاء الملك جورج الخامس، بالطبع كان لا بد من خلق توطئة لهذه الرحلة ونشأة الملك فيصل وأسباب المهمة، وكيف نفذها، ومن ثم نتائج هذه الرحلة، وهذا ما يقدمه الفيلم؛ وعن أن كان هناك صعوبات واجهت الفيلم قال قوميز: لم نواجه أي مشاكل مؤثرة في المملكة، وعلى الرغم من أننا اضطررنا لجلب الكثير من الفنيين من الخارج إلا أننا استعنا بأكثر من 100 شاب سعودي ذكورا وإناثا، وهم متحمسون للغاية وأنا على يقين من أنهم سينهضون بمستقبل صناعة الأفلام السعودية وبالتلفزيون السعودي؛ وأضاف: بالتعاون مع أسرة الفيصل الكريمة وبشكل خاص صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل كان كل شيء سهلا للغاية، ومن جانبه قال السماري: الفيلم بشكل عام استغرق ثلاث سنوات، لكن التحدي الأكبر كان في ضبط القصة والمشاهد ومحاولة اختزال حقبة تاريخية في فيلم سينمائي. لذلك، كان البحث والإطلاع عبر العديد من المصادر والوثائق التاريخية مطولاً وبعد ذلك الكتابة.. والفترة الأولى بالطبع كانت الأطول بيني وبين الروائي ري لوريغا من أسبانيا، وبعد ذلك انضم لنا الكاتب الإنجليزي المتمرس في كتابة السيناريو هنري فريتز، وبعد ذلك أكمل المخرج أوقيتين قيلارونغا المهمة. وعن توقعاته للفيلم قال أندرياس: أتوقع للفيلم إقبالاً كبيراً في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وسيعرض في الخارج أيضا. وشاهد النور "ولد ملكاً" في مهرجانين مختلفين في أسبانيا، كان آخرهما في مايوركا، بحضور الملكة ليتزيا ملكة إسبانيا التي أعجبت بالفيلم، ويكمل أندرياس: أنا بشكل خاص راض تمام الرضا لأنني علمت أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود استمتع بمشاهدة الفيلم، وكذلك أسرة الفيصل الكريمة، وغاية طموحي هو أن أستمر في عمل أفلام تاريخية عن ماضي وحاضر المملكة العربية السعودية، حيث أنني عكفت على دراسة تاريخكم المعاصر منذ 12 عاماً؛ وأنا على يقين من أنني سأفاجئ العالم بالمدهش من تاريخ المملكة وشعبها الجميل. فيما ختم السماري حديثه عن الفيلم بقوله: الميزة الأكبر لهذا الفيلم أنه يلقي الضوء على كيفية تشكل شخصية الملك فيصل في بداياته، وهو الذي يلقب فعلا أنه ولد ملكا، حيث أنه نهل العلم والسياسة منذ طفولته من والده المؤسس، ويسلط الفيلم الضوء على العديد من التحديات السياسية والاقتصادية في توحيد هذه البلاد في تلك الحقبة، لكن بشكل درامي تاريخي ويعرض حقبة من تاريخنا لم تطرح من قبل في الدراما محاكياً طبيعة المدن وعلاقات أهل هذه البلاد الطيبة آنذاك؛ ويستطرد: وأود الإشادة أيضا بدور المخرج الإسباني العالمي آقوستي فيلارونغا الذي فعلا قدم متعة بصرية عالية لمتابع الفيلم إضافة للمتعة الدرامية والتاريخية. أشعر بالتفاؤل تجاه الفيلم وأتطلع أن يجد القبول والاستحسان من محبي السينما داخل وخارج المملكة، إذ أنه حان الوقت فعلاً لتجسيد تاريخنا المجيد في السينما. الأمير تركي الفيصل والأمير محمد بن نواف في حديث مع المنتج أندرياس مشاهد من الفيلم مشاهد من الفيلم مشاهد من الفيلم مشاهد من الفيلم