يشهد التاريخ وتكشف وقائعه التعايش بين النصارى والمسلمين المصريين.. وهذا وفق منهج نابع من ثقافة المجتمع وتصنيع محلي، ولكن عندما دخل عنصر المستعمر الخارجي بدأت معه علامات الخلل في التجربة وفي ضبط تفاعل متغيرات المختبر. وأصبحت البيئة صالحة للتجريب في ضرب نسيج وحدتنا العربية وفق هذا النموذج لتفتيت المجتمع المصري. ففي مصر تم تشجيع بعض الأقباط لمناهضة كنيستهم التي بالمقابل اعتبرتهم من "المشلوحين" أو المنبوذين المجردين من صفاتهم الدينية. فتلقتهم المختبرات الجديدة للتجريب والتعليب لتعيدهم كشوكة في خاصرة الكنيسة والمجتمع المصري. فكم من الفوضى قامت بسببهم أو بتحريض منهم. وهنا استمرت محطات التجريب لضربنا بكل أنواع ثغرات المشلوحين: ثغرة الصراع الشيعي السني وثغرة الصراع الديني والإلحادي ومن بعدها تطورت إلى الادعاء بثغرة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والنسويات وحقوق الأقليات كالمثليين والسلسلة تطول.. فهل نؤمن بفكر المؤامرة، أم بوجود فكرة لتأسيس مختبرات دولية للتجريب في مجتمعاتنا ومن خلال عورات ثقافتنا؟ فعلى سبيل المثال يأتي الضرب بثغرة الأقباط من الغرب الأميركي والضرب بثغرة الصراع الإسلامي من قلب لندن وضواحيها وثغرة العرب والأمازيغ من الرحم الفرنسي. وضرب الفلسطيني بالفلسطيني من قلب إسرائيل، والقادم أعظم في ظل الثورة الرقمية وغياب الحصانة الثقافية. وهنا نحتاج أن نقارن مختبرات التجريب الغربية مع مختبرات تجريب الكراهية في قم التي أنجبت الحوثي ونصر الله، وفي إسطنبول وما أنجبت من مصنع تمويل ومعبر تخريب في قطر، وما قامت به من ممارسات للكراهية الرقمية مبنية تحت مسميات للنهضة والتغيير. وقد يأتي من يسفه فكر المؤامرة كما فعلنا لسنوات، ولكن لا يمكن تجاهل فكر التجريب فينا عبر منافذ الثغرات الثقافية. فمجتمعاتنا العربية لا يزال فيها بقية من جاهلية الاعتزاز الذي يعمي عن التفريق بين الأخ والعدو. طعنات متتالية نعم أثرت وشوهت صورة الأمة وعلاقاتها وزرعت الشحناء داخل ثقافتها. وقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقمم الخليجية والعربية والإسلامية في شهر رمضان الفائت وفي قبلة المسلمين من أجل جمع الكلمة وأن تسود الحكمة لكي نسد معها ثغرات جديدة قابلة للاختراق والتجريب وتفتيت الأخوة وتعزيز الصراع. رسالة خادم الحرمين وصلت، والمهم أن تلقى الصدى مبكراً حتى نرسم خارطة لثغرات المشلوحين قبل برمجتهم رقمياً وعبر ثغرات مخفية. وهذه هي بعض سمات معارك المرحلة.