تنفست الدول العربية الصعداء عند توقيع الاتفاق النووي الدولي مع إيران عام 2015م، لكن لم يؤدِ الاتفاق إلى تحوّل إيران إلى دولة مسالمة وطبيعية، إذ لم يتناول الاتفاق البرنامج الخطير للصواريخ الباليستية أو سياسات إيران في المنطقة.. فالخلافات العربية - الإيرانية تكمن أسبابها في سياسات إيران العدوانية تجاه جيرانها العرب، وسعيها لتصدير الثورة، وتدخلها في شؤونهم الداخلية، وطموحاتها لفرض النفوذ والهيمنة في المنطقة، وزرعها للميليشيات المسلحة التابعة لها في الدول العربية. كما أن الحكم السلطوي الذي تمارسه إيران بحق شعبها القائم على القمع والإقصاء وتهميش الحقوق وأبسط مفردات الحياة الإنسانية الكريمة يجعل منها حكماً يتنافى مع الديموقراطية التي تبثها في وعودها الزائفة لتحقيقها، والتوجس المستمر مع القوى الخارجية حيث تصرف أموالها في كسب العداء لها بدلاً من استخدامه في تحسين حياة شعبها، وبذلك خسرت إيران التقارب الإقليمي والدولي ومن يقف بصفها عدا الأنظمة التي تتفق مع إيران وشعاراتها التأسيسية التي اتسمت بسوء التقدير والسياسات غير الممنهجة وقتل شعبها ونشر الكراهية والتطرف والعداء الحقيقي الذي يظهره تاريخها الطويل بكل هذه التخبطات في سياساتها، مما يعلن عن قرب النهاية الفعلية لحكم الملالي. كل هذا الفساد المستشري في الحكومة الإيرانية وإعدام الحقوق الإنسانية للمرأة والطفل والأقليات أقدمت عليه تحت شعار الدين الذي صنع منها حكومة فاسدة تلبس رداء الإرهاب وتمارس جرائم الحرب، ليس آخرها استهداف مطار أبها لمرتين واستمرارها لانتهاك القانون الدولي الإنساني الذي يعطي حماية خاصة للأعيان المدنية، وكذلك قراري مجلس الأمن ذات الصلة (2216) و(2231). الدعم الإيراني اللا محدود للميليشيا الحوثية وتزويدها بأسلحة نوعية جديدة وصواريخ (كروز) وخمس طائرات مسيرة كانت متجهة نحو مطار أبها وخميس مشيط والقصف المستمر على الملاحة الجوية وتفجيرها لناقلتي نفط سعودية وأخرى إماراتية واستهداف أولي لمحطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، يؤكد تواصل الإرهاب الإيراني ومسؤوليتها عن تنفيذ هذه الهجمات التي ما هي إلا تهديد واضح للأمن والاستقرار الدوليين، ولا أدل على ذلك من قيام الجيش الأميركي بنشر مقاطع فيديو أظهرت إزالة لغم غير متفجر من سفينة كوكا كوريجوس إحدى السفينتين اللتين تعرضتا لهجوم سافر في خليج عمان، والصور عبر الأقمار الصناعية أكدت إلى جانب صور فوتوغرافية أن الحرس الثوري الإيراني قام بإزالة لغم بحري لم ينفجر. كما تعرضت الناقلة (فرانت ألتير) التي تملكها النرويج لهجوم أدى لحدوث ثلاث تفجيرات على متنها. هذه الهجمات التي سعت إيران إليها تعرقل علاقاتها مع المجتمع الدولي واتجهت فعلياً بذلك حالياً في حربها الغامضة ما تسبب في إدارة أصابع اتهام المجتمع الدولي نحوها من خلال عملياتها السرية والمناورات والهجمات وعبثها المستمر بالملاحة البحرية وتعطيل النقل الجوي، كل هذا ساهم في تصعيد الخلاف بين إيران والولايات المتحدة التي انسحبت من صفقة الاتفاق النووي التاريخية. هذه التحركات الإيرانية هي مؤشرات وليست مجرد ادعاءات عارية عن الصحة على تقويض الصادرات وعرقلة الناقلات النفطية في العالم ما جلب لها مشكلات كبيرة حيث تواجه اليوم انتشار القوات البحرية الأميركية في الخليج وكل ما من شأنه أن يضع قريباً المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران. مهما فعلت إيران فإن العقوبات الاقتصادية محكمة وقوية ولا مفر منها.. وحتى أصدقائها الأوروبيين تخلوا عنها وتركوها وحيدة.. إن لم تكن الحرب العسكرية من يقصم ظهر النظام فالعقوبات الاقتصادية قادرة على ذلك..