قال تعالى :(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) في يوم الخميس الموافق 25-9-1440ه، انتقلت إلى رحمة الله تعالى قريبتي الشابة (أروى بنت ناصر المريشد) بعد معاناتها مع المرض الذي بدأ معها منذ صغرها. ورغم إصابتها بفشل كلوي في البداية.. كانت صابرة ومحتسبة قبل أن يتم زراعة كلية لها.. وتقوم بنشاط وظيفي يخدم كتاب الله عز وجل من خلال قيامها بالمشاركة في جمعية تحفيظ القرآن الكريم النسائية بجامع الشيخ الراجحي بشرق الرياض واستمرت في هذا النشاط الإيماني ثم أصيبت بمرض عضال ولازمت سرير المرض وأجرت عملية، ولكن المرض تمكن منها وفارقت الحياة وهي في منتصف عقدها الثالث بعد أن عاشت حياة كانت مختلفة تماماً عن بنات جنسها، عاشت -فقيدتنا الغالية- قوية صابرة وشاكرة تحمد الله على كل حال وهي تخدم حفظة كتاب الله، ولا غرو من ذلك فقد كانت -رحمها الله- فتاة صالحة صبرت على مرضها طويلاً ومع شدة السقم والمرض والابتلاء كانت نموذجاً من الصبر والاحتساب والإيمان لقضاء الله وقدرة لم تفارقها الابتسامة والبشاشة عندما يزورها والداها أو الأقارب وكل من أحبها من زميلاتها وأقرانها ولأن الإيمان وكما يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- نصفان نصف شكر ونصف صبر، فقد كانت (أروى) كثيرة الشكر والحمد في كل حال.. ومتمسكة بحبل الصبر المتين بالذات مع بداية دخول المرض العضال جسدها الطاهر، مع ذلك كانت -رحمها الله- باسمة الثغر متسامحة محبة لكل خير كانت نموذجاً للخلق الرفيع والقيم الدينية والأدب تحب مساعدة الغير بالعطاء والمشاعر والدعاء والقيم الإيمانية السامية التي نشأت عليها منذ طفولتها في كنف والديها، وقد لازمت جدتها من أمها الراحلة الوالدة (سارة بنت عبد الرحمن الغريبي) -غفر الله لها- التي كانت مدرسة من الطيبة والحنان والعواطف والإحسان والصبر والحلم وحب الخير والسخاء بقلبها الكبير وكانت امرأة صالحة صبرت هي أيضاً على مرضها طويلاً ومع شدة السقم والمرض والابتلاء كانت (جبلاً) من الصبر والاحتساب والإيمان لقضاء الله وقدره تحب المساكين وتنفق على المحتاجين فضلاً عن دعم حفظة كتاب الله في دور التحفيظ النسائية، مما كان له الأثر الكبير في تأصيل حُب الخير والإحسان وبذل العطاء والفضيلة في شخصيتها الإيمانية. رحم الله فقيدتنا الغالية (أروى المريشد) عاشت صابرة محتسبة.. ضاحكةً مستبشرة بالخير والرضا والفلاح من الله عز وجل، ورحلت بهدوء وصمت ويقين.. بعد أن سخرت جل وقتها واستثماره في الأعمال الصالحة، وفي خدمة القرآن والعناية بتعليمه وتدبيره.. وءسكنها الفردوس الأعلى من الجّنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.